جرائم الصين في تركستان الشرقية

Islam Memo, 07.04.2014

تركستان الشرقية دولة محتلة من قِبَل الصين،تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان و طاجكيستان شمالاً وغربًا،والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا،وتبلغ مساحة تركستان الشرقية 1.660 مليون كم2،وتأتي في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة،إذ تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا،وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين.

كما يوجد في تركستان الشرقية التي تسمي اليوم إقليم –سينكيانج- 86 مدينة،يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم الذاتي (اسمًا)، ويقدر العدد الحالي للسكان المسلمين بـ18 إلى 20 مليون نسمة، فهم يمثلون حوالي 90 – 95% من سكان بعض المدن التركستانية.

إخوتي أخواتي إن أعمال العنف الذي يتعرض له المسلمون “الإيجور” في ولاية “شينغيانغ” الصينية ذات الحكم الذاتي على يد النظام الصيني مستمرة وبلا هوادة.ففي الأسبوعين الأخيرين قتلت الشرطة الصينية 70 شخصًا من “الإيجور” أثناء قيامهم بمظاهرة، وكتبت الصحافة العالمية أن العمليات التي تجريها الشرطة في هذه المنطقة تحديدًا ضد الإيجور المسلمين، تتم بتوجيهات من وزير داخلية الصين نفسه.

هذا وقد اعترف أحد المسئولين في الحزب الشيوعي الصيني،أن الشرطة قد أطلقت الرصاص بشكل عشوائي على المشاركين في المظاهرة،وهناك كثير من الإيجور الذين يفرون من البلاد ويذهبون إلى أماكن عديدة،وهناك مجموعة ذهبت إلى مدينة “إسطنبول” التركية،وصرحوا للإعلام هناك أن الإيجور يعيشون تحت حصار مشدد في كثير من مدن”تركستان الشرقية”،وأن المسلمين في تلك المنطقة لا يخرجون من بيوتهم إلا إذا كان لأمر ضروري جدًّا.

كما وقعت أعمال شغب صباح الأربعاء 26 يونيو في إقليم “شينغيانغ” ذي الغالبية المسلمة، والذي يقع في شمال غربي الصين- تركستان الشرقية – وتسببت في مقتل 27 شخصًا؛حيث قتل 17 شخصًا بينهم 9 من الشرطة و8 من المدنيين قبل أن تفتح الشرطة النار وتقتل 10 من مثيري الشغب، بعد قيام رجال مسلحين بالسكاكين بمهاجمة مراكز الشرطة ومبنى الحكومة المحلية لمدينة “لوكون”.ومن جانبها فقد اعتقلت الشرطة 3 من مثيري الشغب، وقامت بملاحقة الباقين.

يُذكر أن هذه المواجهات الدموية الجديدة تأتي بعد مواجهات مسلحة وقعت في منتصف إبريل الماضي بين الانفصاليين الإيجور والشرطة، والتي خلفت 21 قتيلاً، وقد اهتز إقليم “شينغيانغ” بهذه الاضطرابات بسبب التوترات بين سلالة “هانس” وبين “الإيجور” المسلمين.

جدير بالذكر أن “مينج هونجوي” – نائب وزير الأمن العام الصيني – أكد أنه تم اعتقال العديد من النشطاء الإسلاميين بإقليم “شينغيانغ”- تركستان الشرقية – على إثر مصادمات وقعت بين الشرطة وبعض المسلمين الإيجور،ممن سعت الشرطة لاعتقالهم على خلفية النشاطات الداعية للاستقلال ومقاومة الحكم الصيني الفاشي.

وتأتي هذه الاعتقالات في إطار استمرار الحكومة الصينية في تشديد الوطأة على مساعي الاستقلال التي أعقبت استيلاء “الصين” على “تركستان”، والسيطرة عليها منذ عام 1949 خلال العقود الدموية، والتي راح على إثرها ما يقرب من 1700 شخص منذ يوليو عام 2009؛ حيث تشهد المنطقة اعتداءات متكررة من الشرطة وعرقية “الهان” ضد المسلمين “الإيجور” الذين يشكلون نحو 42% من سكان المنطقة.

و يستمر النظام الشيوعي الصيني في القضاء على المسلمين؛ فقبل فترة قتلت قوات الشرطة 14 شخصًا من المسلمين الإيجور في إقليم “شينغيانغ” ذي الحكم الذاتي- “تركستان الشرقية”- الذي قتل فيه ما لا يقل عن 200 مسلم في الفترة الأخيرة.فمؤخرًا قتل رجال الشرطة 14 مسلمًا في مدينة “قاشغر” بزعم حملهم للسكاكين،وأصيب عشرات المواطنين في تلك المذبحة.تمت هذه الواقعة قرب قسم الشرطة عندما توجهت هذه المجموعة من الإيجور إلى القسم ليشكون من حرمانهم من أراضيهم ومحلاتهم التجارية، وأكدت المصادر أن الأخبار التي تتردد عن اعتداء الإيجور على قسم الشرطة لا أساس لها من الصحة،وأن الشرطة الصينية صورت تحركات المسلمين تجاه القسم لتقديم الشكوى على أنها اعتداء هجومي على قسم الشرطة.

كما شنَّت قوات الأمن الصينية بإقليم “شينغيانغ” هجمات على النشطاء الإسلاميين ودعاة الاستقلال؛مما أدى لوفاة 9 مسلمين وضابطي شرطة في المصادمات الدامية التي وقعت،فيما زعمت وكالة الأنباء الصينية أنه اعتداء شنه المسلمون على قسم الشرطة.وتأتي هذه التوترات في أعقاب وقوع حادث إطلاق نار بميدان “تينانيمن”؛حيث ألقت الحكومة باللوم على الإسلاميين،وهذا بالرغم من القمع والانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون على أيدي الحكومة الفاشية.

و يتعرض المسلمون الإيجور في ولاية “شينغيانغ” في الصين إلى موجة جديدة من القيود والمحظورات؛حيث أعلنت حكومة”الصين”حظرها إطلاق اللحية بالنسبة للمحاميين الإيجور،والأكثر من ذلك أن أفراد عائلة المحامين الإيجور مجبرين على التوقيع على وثيقة تفيد ألا يطلق الرجال لحاهم،وألا ترتدي السيدات النقاب.وأكد أحد العاملين بوزارة العدل في ولاية “شينغيانغ” لوكالة “رويترز” للأنباء صحة هذا الكلام،وأعلن أن المحامين الإيجور والمحامين الآخرين يجب عليهم التوقيع على وثيقة تؤكد أنهم لا يقومون بأية أنشطة دينية مخالفة للقانون الصيني.جدير بالذكر أن الحكم الشيوعي الصيني قد بدأ منذ فترة يتعقب المسلمين الذين لهم اتصال بالإعلام الخارجي.

أجبرت السلطات الصينية المسلمين الإيجور بمنطقة”أكسو”- ذات الاستقلال الذاتي-على وضع علم البلاد بالمساجد في اتجاه القبلة أمام المصلين،والسجود والركوع أثناء وجوده جبرًا،وذلك طبقًا لما صرح به النشطاء والحقوقيون.وقد أشار أحد الداعمين الحقوقيين للإيجور إلى أن هذا القرار يأتي في إطار تخفيف البيئة الدينية للمسلمين بالمنطقة،والتي تتعرض للكثير من ممارسات القمع.وأشار أيضًا إلى أن وضع العلم في القبلة حساس للغاية، علاوة على اعتبار السلطات أمر العلم أعلى وأهم من اتجاه القبلة وممارسة الشعائر.

وقد رصدت وكالات الأنباء انتشار حالة من الغضب بين الأهالي،وذلك في ظل تدخل السلطات الصينية في شؤون مجتمع الإيجور لمحاولة السيطرة عليه ودمجه في عموم المجتمع الصيني.

كما قامت السلطات الصينية أيضاً بطرد مسلمة من مسكنها بالقوة وإنهاء عقد إيجارها؛وذلك لارتدائها النقاب.وأكد مصدر مسئول رفض الإفصاح عن اسمه،أنه بالرغم من عدم وجود قانون يمنع تأجير المنازل للمنتقبات،فإن ظروف إقليم “شينغيانغ” تمنع من ذلك.

وتعود بداية القصة للرابع من أغسطس الجاري؛ حيث تم إخطار المرأة بأنه سيتم طردها من المنزل، وعللت الجهات المعنية ذلك بعدم تعاون المرأة، وعدم التزامها بالقانون المعمول به في المنطقة، ولارتدائها النقاب،وأن العاملين لا يمكنهم سوى تطبيق الأوامر.

ولازال المحتل الصيني يتعمد استفزاز المسلمين بشتى الطرق,حيث تسود الأوساط الإسلامية حالة من الغضب بعد أن أُجبرت الحكومة الصينية المساجد بمنطقة “شينغ يانغ”-تركستان الشرقية-على رفع العلم الصيني وعلم الحزب الشيوعي فوقها،في إطار زيادة السياسات القمعية تجاه المسلمين بتلك المنطقة الخاضعة للحكم الصيني الشيوعي الذي يتسم بالاستبداد والوحشية.وبناءاً على رواية أحد شهود العيان،فإن هذه الخطوة تأتي ردًّا على قيام أحد المواطنين الإيجور بحرق العلم الصيني المرفوع على أحد المساجد بحي”ينيهيسار”بمنطقة “كولبان يزا”؛مما دفع القوات الصينية لغلق المنطقة وعمل تحقيق موسع.

ومؤخرًا قامت “الصين” أيضًا بوضع قود على سفر الأفراد للحج، ومنع الشباب دون 18 عامًا من الصلاة بالمساجد، وكذلك المسلمين والمسلمات أعضاء الحزب الشيوعي، وذلك بعد منع المحجبات والملتحين من دخول المستشفيات والمكاتب الحكومية.

هذا و ترتكب حكومة “الصين” أفعالاً غير إنسانية تجاه المسلمين الذين يعيشون هناك؛حيث اتضح أن المسلمين المحكوم عليهم بالإعدام،يتم إخراج أحشائهم من أجسامهم بعد تنفيذ حكم الإعدام فيهم.

وتحكم “الصين” كل عام على أربعة آلاف شخص بالإعدام، وهي بذلك أعلى معدل في دول العالم في تنفيذ أحكام الإعدام، واللافت للانتباه أن معظم المحكوم عليهم بالإعدام في “الصين” هم من المسلمين، وأعلن تقرير منظمة حقوق الإنسان الدولية أن هؤلاء المسلمين يتم أخذ أعضائهم بعد قتلهم دون موافقتهم أو موافقة أحد من أقاربهم.

وجاء في التقرير كذلك أن هذه التجاوزات قد بدأت عام 1970 وأن “بكين”تغض الطرف عن هذه الأفعال،ويتم بيع الأعضاء المسلوبة من المسلمين إلى دول أخرى،وذكرت مسؤولة من منظمة العفو الدولة أنهم لديهم كثير من الشكوك في كون عملية التبرع بالأعضاء هذه تتم بشكل اختياري؛مما يؤدي إلى كثير من المشكلات الأخلاقية.

و أخيرا وحتى وقتنا هذا فإن الإجرام الصيني تجاه المسلمين لم يتوقف,بل والأدهى والأمر لم يقف العالم الإسلامي إلى جانب المسلمين الإيجور،وبدلاً من إظهار التضامن مع إخوانهم المسلمين قام البعض منهم -مثل كازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان- بالتضامن مع الصين لمكافحة ما يسمونه بـ”الأصولية الإسلامية”.وأكبر دليل على ذلك يتمثل في مجموعة شنجهاي التي تضم الدول الإسلامية الأربع،إضافةً إلى الصين وروسيا.

أحبتي في الله انتهت رحلتنا اليوم ولكن لم تنته معاناة إخوانكم المسلمين في الصين,ونعدكم بمعاودة اللقاء إن شاء الله.

http://islammemo.cc/nahn-we-el-gharb/2014/04/07/197891.html?utm_source=feedburner&utm_medium=feed&utm_campaign=Feed%3A+islammemo%2FWMNM+(اخبار+مفكرة+الاسلام)