تُرَوِّج الصين في باكستان روايات “الأويغور السعداء” في تركستان الشرقية

تُرَوِّج الصين في باكستان روايات “الأويغور السعداء” في تركستان الشرقية في الصورة: تعيش راحت عبد الله في باكستان، وهي أويغورية من تركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها شينجيانغ، حيث أصبحت نجمة بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي والبث الإذاعي والتلفزيوني المحلي.

نجمة إعلامية تربطها علاقات بالسفارة الصينية ترتدي الثياب التقليدية وتغني الأغاني الشعبية وتطبخ مأكولات الأويغور.

أصبحت أغنية راحت عبد الله منتشرة على قنوات التواصل الاجتماعي الباكستانية، ويوتيوب وفيسبوك، وهي ترتدي فساتين أتلس الحريرية، و الملابس الباكستانية، و الملابس الصينية التقليدية.

نظرًا لكونها نجمة إنترنت صينية، فإنها تغني أيضًا باللغة الأردية في الإذاعة المحلية وتقوم بطهي مأكولات الأويغور في البرامج التلفزيونية الباكستانية – على الرغم من أنها تشير إلى المأكولات على أنها طعام صيني.

أثار ارتفاع شعبيتها المفاجئ تساؤلات بين الأويغور الذين يعيشون في باكستان حول جهود بكين لاستخدام الأويغور المهاجرين الموالين للصين كأدوات دعائية للحزب الشيوعي للتقليل من أهمية معاملة الحكومة الصينية المروعة لمسلمي الأويغور في شينجيانغ (تركستان الشرقية).

تعرضت الصين لانتقادات دولية قاسية بسبب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق شعب الأويغور ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك العمل القسري. أعلنت الحكومة الأمريكية والعديد من البرلمانات الغربية أن الانتهاكات ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية.

يُعتقد أن راحت عبد الله تنحدر من مدينة غولجا – في شينجيانغ (تركستان الشرقية). تقول المعلومات الواردة على منصات التواصل الاجتماعي الباكستانية إنها حصلت على شهادة في القانون من الصين ووصلت إلى باكستان في عام 2010.

اشتهرت بتدريس اللغة الصينية في جامعات مختلفة في باكستان وتم تصويرها في مقاطع الفيديو على أنها رسول صداقة بين الصين وباكستان ذات الأغلبية المسلمة.

لكن راحت عبد الله لا تختلط مع الأويغور المحليين، وفقًا لعمر الأويغور، مؤسس صندوق يوفر المساعدة للاجئين الأويغور في باكستان.

قال: إنها لا تحضر الأعراس أو الجنازات. الأويغور أيضًا لا يجتمعون معها. إنها تنشر دعايات كاذبة في وسائل الإعلام الباكستانية حول كيف يعيش الأويغور ب”سعادة”. في الوقت الذي لا يستطيع الأويغور في باكستان العودة بحرية إلى شينجيانغ (تركستان الشرقية).

تحتجز السلطات الصينية في المنطقة عشرات النساء الأويغوريات المتزوجات من باكستانيين، تمكنت راحت عبد الله من زيارة غولجا في يونيو الماضي. خلال زيارتها، شاركت في حفل زفاف وسجلت أغاني ورقصات الأويغور هناك، ونشرتها لاحقًا على Facebook وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي لإعطاء متابعيها الباكستانيين انطباعًا بأن الأويغور يعيشون “حياة سعيدة”.

في الصورة: في يونيو 2023، زارت راحت عبد الله مدينة غولجا، حيث سجلت أغاني ورقصات الأويغور لإعطاء أتباعها الباكستانيين انطباعًا بأن الأويغور يعيشون “حياة سعيدة”.

للأمانة: الصورة لقطة من صفحة .Rahat Abdullah Facebook

مذيعة وممثلة تلفزيونية

حتى إلى وقت قريب، كان لدى راحت عبد الله حوالي 10 متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن عدد متابعيها ارتفع إلى أكثر من 40 ألفًا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ظهورها على التلفزيون المحلي الباكستاني.

أصبحت مؤخرًا مقدمة لبرنامج “Ni Hao” – في الصينية بمعنى مرحبا – على قناة Kay2 TV الباكستانية، وهي قناة تلقت استثمارات من الصين. كما مثلت أيضًا امرأة باكستانية متزوجة من رجل صيني في مسلسل تلفزيوني يسلط الضوء على الصداقة بين الصين وباكستان.

في 4 يونيو، غنَّت راحت عبد الله أغنية باكستانية فولكلورية في برنامج تلفزيوني لعيد الأضحى المبارك في إسلام أباد بينما كانت ترتدي فستانًا تقليديًا من أطلس (نوع من القماش، منسوج من الحرير الخالص يتم إنتاجه في تركستان الشرقية فقط) وقدمت نفسها على أنها “الصينية راحت عبد الله”.

تشير الصور الموجودة على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنها كانت على اتصال بالسفارة الصينية في باكستان ومنظمات صينية أخرى هناك منذ عام 2017.

راحت عبد الله، التي هي غير معروفة لدى الأويغور نسبيًا ولكنها تكتسب شعبية من خلال البث المحلي في باكستان، لم تستجب لطلبات إذاعة آسيا الحرة للتعليق عبر الرسائل المرسلة إلى حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

محاولات أخرى مع الباكستانيين

تأتي سمعة راحت عبد الله السيئة الجديدة في الوقت الذي عززت فيه الصين وباكستان العلاقات عبر مختلف القطاعات في السنوات الأخيرة، كما دعت بكين بعض الباكستانيين المؤثرين في زيارات إلى شينجيانغ.

في 18 يوليو2023، استقبل ما شينغروي، أمين الحزب الشيوعي لمنطقة شينجيانغ، ورئيس حكومة شينجيانغ أركين تونياز ، وفدا من العلماء الباكستانيين في أورومتشي العاصمة.

خلال الاجتماع، أخبر ما شينغروي ضيوفه أنهم خلقوا بيئة معيشية حرة وسعيدة لشعب شينجيانغ. كما انتقد الدول الغربية التي اتبعت خطى الولايات المتحدة في إدانة الصين لانتهاكات حقوق الإنسان.

وشملت الفظائع “المزعومة” ضد الأويغور الاحتجاز في معسكرات النازية والسجون والتعذيب والاعتداءات الجنسية والعمل القسري.

وأكد قبلة أياز، رئيس مجلس الفكر الإسلامي الباكستاني ورئيس الوفد الزائر، دعم المشاركين الثابت للصين وأعرب عن إعجابه بالتقدم في تنمية شينجيانغ والحياة السلمية لسكانها المسلمين.

كما أعرب المشاركون عن آمالهم في إقامة روابط أوثق مع شينجيانغ من خلال الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني، وهو مشروع شبكة بنية تحتية صيني بطول 3000 كيلومتر في إطار مبادرة الحزام والطريق لتأمين واردات الصين من الطاقة من الشرق الأوسط وتقليل وقت السفر.

في الصورة: الطالب الباكستاني محمد عثمان أسد يحمل علم تركستان الشرقية، أمام لوحة إعلانية تعلن عن فعالية مهرجان قوارب التنين في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في إسلام أباد، باكستان، 10 يونيو 2022. الصورة من صفحة: محمد عثمان أسد.

تدابير غير مُجدية

أعرب بعض الباكستانيين عن قلقهم المتزايد من أن حكومتهم التزمت الصمت بشأن الانتهاكات في شينجيانغ.

قال الباحث الباكستاني محمد عثمان أسد، الذي تحدث نيابة عن الأويغور في شينجيانغ، إنه عندما تدعو الصين علماء الدين الباكستانيين للقيام بجولة في شينجيانغ، تظهر أخبار زياراتهم دائمًا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ولكن ليس في وسائل الإعلام الباكستانية.

قال أسد، الذي نظم اعتصامًا انفراديًا في إسلام أباد في يونيو 2022 احتجاجًا على سياسات الصين القمعية ضد الأويغور: “إن من يُسمَّون بعلماء الدين ليسوا من نوع العلماء الذين ستستمع إليهم الجماهير المسلمة في باكستان”. “إنها منظمات إسلامية موالية للحكومة وترعاها الحكومة فقط، لذا فإن دعايتها الكاذبة عن الصين لن يكون لها تأثير يذكر”.

ومع ذلك، فإن الصين توسع من محاولاتها لتلميع صورتها، بعد انتقادات شديدة من الدول الغربية بشأن معاملة الحكومة الوحشية للأويغور والأقليات التركية الأخرى في شينجيانغ.

وقال: مثلما كانت حملة الصين لتحسين صورتها من خلال المجال الديني غير مُجدية، فإن حملتها في باكستان من خلال نجوم الإنترنت الصينيين أو الباكستانيين الناطقين بالإنجليزية ستكون غير مُجدية بنفس القدر.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/english/news/uyghur/propaganda-pakistan-08112023153046.html
قال بالترجمة من الإنجليزية: عبد الملك عبد الأحد.