الطلاق اليائس: جريمة أخرى للحزب الشيوعي الصيني ضد الأويغور

الطلاق اليائس: جريمة أخرى للحزب الشيوعي الصيني ضد الأويغور

عندما يتم اعتقال أحد الأويغور، يُعتبر الزوج الأخر مشتبهاً به أيضاً ويتم اعتقاله، ويتم تسلَيم الأطفال للتبني. ولإنقاذ الأطفال، يقوم الزوج الذي لم يُعتقل بتقديم طلب للطلاق سريعاً.

بقلم/ ماركو ريسبينتي، 22/ 08/ 2023، بيتر وينتر

أطفال الأويغور

هناك طُرق الإبادة الجماعية الثقافية الماكرة. حيث لا يتم تجميع أكوام الجثث على طول الطرق. تسعى الإبادة الجماعية الثقافية إلى التدمير التدريجي لأمة من خلال إلغاء مستقبلها. والأويغور مثال على ذلك. منذ الهجوم الذي شن في عام 2017 والذي أطلق تحدياً نهائياً للأويغور، ابتكر الحزب الشيوعي الصيني عدة طرق لتحقيق هدف الإبادة الجماعية ضد الأويغور. وقد أسفر ذلك عن ترحيل أعداد كبيرة من الأبرياء إلى “معسكرات إعادة التعليم”، واستهدف أيضاً أطفالهم الذين ما زالوا في منازلهم. إحدى أبشع الطرق ضد أطفال الأويغور هي في الواقع جعلهم “أيتاماً مصطنعين”، لم يمت آباؤهم. إنهم سجناء في معسكرات الاعتقال والعمل. يتم بعد ذلك “فصلهم قسرياً عن والديهم ووضعهم في مؤسسات رعاية الأطفال أو دور الأيتام والمدارس الداخلية”. دلشاد رشيد، عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي للأويغور، والذي يعمل كناطق رسمي له، يُسلط الضوء على هذا الوضع الحزين والخطير في “بيتر وينتر”.

ويشير دلشاد، “إنها أزمة إنسانية خطيرة.” كما يؤكد، “وجود كمية كبيرة من الأدلة تشير إلى أن أطفال الأويغور تأثروا بشدة بالحملة القمعية. تم نقل العديد من هؤلاء الأيتام المصطنعين إلى مؤسسات التبني خارج تركستان الشرقية”، وهو الاسم المفضل الذي يطلقه سكانها غير الهان على المنطقة التي تسميها الحكومة الصينية منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم. “يتم منعهم من التحدث بلغتهم الأم وتعلمها في تلك المرافق تحت ضغط الاستراتيجية الثقافية والتعليمية الدقيقة التي وضعها الحزب الشيوعي الصيني، إنها إعادة تعليم إيديولوجي.”

ويضيف دلشاد أن هناك ما هو أسوأ: “تنفذ السلطات الصينية أيضاً سياسة ‘تنظيم الأسرة’ تهدف إلى الحد من نسل الأويغور في المستقبل.” رسمياً، انتهى الاستبداد الديموغرافي الذي حكم النظام الصيني البلاد من خلاله لعقود. انتهت سياسة “الطفل الواحد” سيئة السمعة والدموية الآن. لقد تم استبدالها بسياسة “طفلين”، ثم “ثلاثة أطفال”، ثم استراتيجية غامضة “أطفال أكثر” لمواجهة الخسائر الناجمة عن سياسة “الطفل الواحد” الأصلية نفسها، والأزمة الديموغرافية (والاقتصادية) التي أصابت جمهورية الصين الشعبية. ولكن بالنسبة للمجموعات العرقية المستهدفة، بما في ذلك الأويغور والتبتيين، لا يزال السيطرة الصارمة التي تفرضها السلطة على المواليد تؤدي واجبها الشرير. كما أظهر الحزب الشيوعي الصيني في حالات أخرى، فإن التغيير في الأسماء لا يماثل التغيير في السياسات.

ديلشاد رشيد

ديلشاد رشيد

ومع ذلك، فإن هذه المأساة التي تؤثر على أطفال الأويغور تدخل الآن مرحلة ثالثة. “وفقاً للمصادر المحلية، فإن معدل الطلاق بين الأويغور مرتفع للغاية الآن.” استند دلشاد إلى استنتاجاته على شهادات ميدانية سيتم حمايتهم من خلال عدم الكشف عن هويتهم. بالتأكيد، معدل الطلاق المتزايد بين الأويغور يسبق الموجة الأخيرة من الاضطهاد الجماعي. في العصر الحديث، يحدث هذا بالطبع لعدد من الأسباب، ولكن تسارع الاضطهاد المباشر كان له دور كبير. على الرغم من أن عمليات الطلاق تتبع إجراءً دقيقاً يؤدي إلى الحصول على شهادات رسمية، إلا أن اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني للأطفال في تركستان الشرقية هو سبب خفي لارتفاع معدل الطلاق. “السبب الرئيسي وراء الطلاق هو أن العديد من الأزواج الأويغور يقررون حماية أطفالهم من البداية في مواجهة حملة ‘الأيتام المصطنعين’: لا عائلة، لا أيتام…”
في الواقع، يقوم الحزب الشيوعي الصيني بـ “اضطهاد الأسرة” إذا تم التحقيق مع الزوجة و/أو تم اعتقالها، وكذلك زوجها، والعكس صحيح، للاشتباه في “التواطؤ” أو “التستر” على المشتبه بهما – وهو انعكاس لمبدأ “الذنب عن طريق الارتباط.” ويعلق دلشاد “أنه نتيجة لذلك”، “تم تدمير العديد من أسر الأويغور ونُقل أفرادها إلى ثلاثة أماكن مختلفة. تم اعتقال الوالدين على حدة أو ترك المنزل للخضوع لـ ‘مراجعة تعليمية’ في معسكرات التعليم، و’تبني’ أطفالهم القاصرين من قبل المؤسسات الرسمية ليتم إعادة توطينهم في أماكن غير معروفة. ولكن من خلال الطلاق، قد يمنح الأزواج الأويغور أطفالهم مصيراً مختلفاً. في الواقع، في حال اعتقال الأم أو الأب، يجوز للوالد الآخر [الذي لم يتم اعتقاله بطلب الطلاق] والبقاء في المنزل والاعتناء بالأطفال بشكل حقيقي. إنه الملاذ الأخير اليائس… ولكن للأسف، أنا واثق من أن أطفال الأويغور لن يفلتوا من الاضطهاد في النهاية. سيبتكر الحزب الشيوعي الصيني أساليب جديدة…”

يُدمر الأويغور عائلاتهم لإنقاذ أطفالهم، قبل أن يقوم الحزب الشيوعي الصيني بتدميرهم. إنها مفارقة محزنة تظهر مرة أخرى قسوة سياسات الحزب الشيوعي الصيني. وبالطبع، فإن حيلة الطلاق تتعارض مع العادات الدينية والتقليدية للأويغور، الذين يؤمنون بعائلات قوية ومستقرة. ويضيف دلشاد:” يعتمد ميراث وتطور الثقافة الدينية والتقليدية للأويغور إلى حد كبير على التربية الأسرية”. “إن الأبوة قوة قوية في تشكيل إيمان الأطفال في المستقبل. لذلك، كان الأويغور دائما ًيتخذون موقفاً حذراً للغاية تجاه الطلاق. لكن سياسة الإبادة الجماعية المتطرفة التي ينتهجها الحزب الشيوعي الصيني تدمر عائلات الأويغور.”

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/desperate-divorces-another-ccp-crimes-against-the-uyghurs/