رابطة”الصداقة”بين طلاب تيانجين وخوتان تتعرض للإنتقاد

رابطة”الصداقة”بين طلاب تيانجين وخوتان تتعرض للإنتقاد في الصورة: لقطة عن مراسلات بين طلاب مدرسة قرية رُقيَّة الابتدائية بمقاطعة نيا بمحافظة خوتان وطلاب مدرسة بينغشان الابتدائية بمدينة تيانجين. 3 يناير 2024.

من إعداد أويغار، مراسل إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

تعرضت السلطات الصينية لانتقادات بسبب برنامج بين مدرسة ابتدائية في قرية رُقيَّة بمقاطعة نيا في خوتان في تركستان الشرقية ومدرسة ابتدائية في تيانجين الصينية للمراهقين “للتعلم من بعضهم البعض” و”فهم الظروف المعيشية لبعضهم البعض ” و”التواصل بين قلوب بعضهم البعض”.

وفقًا للتقرير الخاص لـ “شبكة Tangritag” في 3 يناير 2024، وبدعم وتنسيق فعال من مجموعة عمل قرية رُقيَّة في مقاطعة نيا ولجنة الحزب لبلدية تيانجين، نظمت مدرسة قرية رُقيَّة الابتدائية ومدرسة بينغشان الابتدائية في تيانجين فعالية “مراسلة تيانجين و خوتان”. للقيام بأنشطة التواصل عن طريق الكتابة لبعضهم البعض. قام 83 رائدًا من مدرسة رُقيَّة الابتدائية بالتواصل مع الطلاب في مدرسة طريق بينغشان الابتدائية في تيانجين. وفي مقطع فيديو نشرته وكالة الأنباء، تظهر فتاة من الأويغور في الصف الثالث “تعبر عن مشاعرها بعاطفة عميقة” بعد تلقيها رسالة من طالبة في المدرسة الابتدائية في تيانجين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول المدرسة قوله: “رسالة واحدة تنقل المشاعر الحقيقية للمراهقين من جميع الأعراق في تيانجين وخوتان تجاه بعضهم البعض، ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ويحترمون بعضهم البعض، ويقدرون بعضهم البعض، ويتعلمون من بعضهم البعض. “الصداقات تبنى من خلال التواصل وتبادل الرسائل.”

في السنوات الأخيرة، بذلت السلطات الصينية جهودًا “لتغذية شينجيانغ بالثقافة” و”تعميم اللغة الصينية” لدى الأويغور. ويعتبر المراقبون هذا الإجراء الذي اتخذته السلطات الصينية بمثابة سياسة الاضطهاد القوية، أي التصيين.

وقال هنريك زادزيفسكي (Henryk Szadziewski)، مدير الأبحاث في مؤسسة حقوق الإنسان للأويغور، إن الحكومة الصينية تستخدم هذا البرنامج لتعزيز التواصل الصيني مع أطفال الأويغور وتدمير ارتباط أطفال الأويغور بثقافتهم الخاصة.

وقال: “بالطبع، السبب هو تعزيز تواصل أطفال الأويغور مع خارج المنطقة (الصين). وتعتزم الحكومة الصينية تحقيق هذه الأهداف والغايات. وهذا ما تحاول مقاطعة نيا تحقيقه من خلال هذا المشروع الذي تنفذه مجموعة عمل قرية رُقيَّة وحكومة بلدية تيانجين. سيعزز هذا المشروع التواصل الصيني و”الرابط الاصطناعي مع أطفال الأويغور، وسيدمر “الرابط” التي تعتبر مهمة لأطفال الأويغور في مجتمعهم وثقافتهم. هناك أيضًا محاولة لمقارنة الحياة الحضرية في شرق الصين بالحياة الريفية في تركستان الشرقية. أعتقد أن هذه الأنواع من المبادرات والأنشطة يتم إطلاقها وتنفيذها بشكل أساسي من قبل القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية المذكورة أعلاه. لذا فإن هذا المشروع يدور حول مستوى التطوير. ومن الواضح أن المناطق الفقيرة ومنخفضة الدخل تتم مقارنتها بمناطق الساحل الشرقي الغنية المتقدمة. ومن المهم أيضًا موافقة الأطفال المشاركين في البرنامج وأولياء أمورهم. “أعتقد أنه من الصعب جدًا معرفة ذلك.”

ويقال أيضًا أن الحكومة الصينية تنفذ برنامج الاضطهاد أو التصيين منذ عدة سنوات بوتيرة سريعة، مع التركيز على مقاطعة خوتان وإنشاء “عائلة” ثانية لأطفال الأويغور في المقاطعات الصينية. وتحدث عبد الرحيم دولت، الذي قام بالتدريس في خوتان لسنوات عديدة ويواصل حاليا تعليمه وأبحاثه في تركيا، عن نشاط “تيانجين وخوتان” بين مدرسة قرية رُقيَّة الابتدائية في مقاطعة نيا ومدرسة بينغشان الابتدائية في تيانجين، لافتا إلى أن مثل هذه الأنشطة بدأت في خوتان منذ 15 عامًا. وأضاف: “إنه جديد في الشكل، لكنه في الطبع ليس إلا كذباً وتزويراً وإخفاء الجرائم “.

وبحسب البيان الصحفي فإن هذه المراسلات ستستمر. وفي الوقت نفسه، يشار إلى أنه ستقام أنشطة منتظمة في المستقبل. وقال التقرير أيضًا: “إن هذا الارتباط يربط بين قلوب الشباب من جميع الأعراق في خوتان وتيانجين. ومن خلال طرق التواصل التقليدية، يستطيع المراهقون التعلم من بعضهم البعض وفهم الظروف المعيشية. يوسع آفاقهم. سوف يبنون الصداقة ويُؤلَّف بين قلوبهم ، ويمسكوا أيدي بعضهم، ويربطون القلب بالقلب، ويتقدمون للأمام معًا.

ومع ذلك، وصف المحلل الصيني هو بينغ في الولايات المتحدة، النشاط المذكور أعلاه بأنه “دعاية عكسية” للصين. وأشار إلى أن المراسلات بين طلاب المدارس الابتدائية في تيانجين وطلاب المدارس الابتدائية في مقاطعة خوتان نيا لم تكن طوعية، بل قسرية. وقال إنه من خلال هذه الوسيلة (الكتابة) استخدمت السلطات الصينية الاتصالات المكتوبة لإجبار أطفال الأويغور على تعلم اللغة الصينية لتحقيق هدف إضفاء الطابع الصيني عليهم أي تصيينهم.

وقال: “بدأت السلطات الصينية في اضطهاد الأطفال. طُلب من طلاب المدارس الابتدائية في تيانجين وطلاب المدارس الابتدائية في مقاطعة نيا، خوتان بشينجيانغ، بكتابة الرسائل. وبالطبع يمكنك التواصل عبر البريد الإلكتروني عبر الإنترنت. استخدام الإنترنت يجعل التواصل أسهل. باختصار، أنا أعتقد ذلك. لكن السياسة ترى عكس ذلك. من المؤكد أن المراسلة بالطرق التقليدية لها تأثير قوي لأن الكلمات تمتزج بالمشاعر. كتابة الرسالة تترك انطباعًا قويًا لدى الطرفين. نتواصل عادةً مع أشخاص آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل البريد الإلكتروني والبودكاست والفيسبوك. لم تكن المراسلات بين طلاب المدارس الابتدائية في تيانجين وطلاب المدارس الابتدائية في مقاطعة خوتان نيا بشينجيانغ طوعية، بل قسرية. وبهذه الطريقة، يمكن للسلطات تحقيق التأثير المطلوب. ومن خلال هذه الوسيلة (الكتابة)، تجبر السلطات الصينية أطفال الأويغور تعلم اللغة الصينية لتحقيق هدفها المتمثل في التحول إلى اللغة الصينية و(تجريدهم من لغتهم الأم). للوصول إلى تلك الأهداف، تم استخدام طريقة الاتصال عن طريق الرسائل. »

ومن المعروف أن نظام التعليم الصيني الذي تطبقه الحكومة الصينية ضد الأويغور ينتهك أدنى القواعد في المبادئ التربوية وعلم نفس الطفل. قال الباحث في معهد أبحاث الأويغور في تركيا، والمدرس في جامعة سلجوق، الدكتور عادل أر أويغور، إنه على الرغم من أنه يبدو طبيعيًا لطلاب المدارس الابتدائية من تيانجين ومقاطعة نيا بخوتان التواصل عن طريق الرسائل، إلا أن هذا البرنامج في الواقع سيكون له تأثير نفسي على شعب الأويغور.

ويرى الدكتور عادل أر أويغور أن السلطات الصينية نفذت مثل هذه البرامج تباعًا في تركستان الشرقية ونظمت أنشطة تعليمية لغسل الدماغ لطلاب المدارس الابتدائية، مما شجع اهتمام الدول الديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمراقبين لمواصلة التركيز على الإبادة الجماعية للأويغور.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/tyenjin-xoten-dostluq-01052024171032.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.