حتى لا ننسى: “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”

حتى لا ننسى:   “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”

في خضم الحرب الضروس الدائرة الآن في غزة ضد الفلسطينيين الصامدين الذين تمارس إسرائيل ضدهم عمليات إبادة جماعية وتطبق سياسة الأرض المحروقة لتهجيرهم قسريا في ظل صمت وتراخى وتواطؤ بل ودعم معظم حكومات العالم بما فيهم للأسف الشديد الأنظمة الحاكمة في العالم العربى والإسلامى لما تفعله إسرائيل. يجب علينا الأخذ في الاعتبار وتذكر أن:

* مثل تلك الحرب الضروس المدمرة جرت وتجرى حتى الآن في العديد من بلدان المسلمين حول العالم بمثل هذا النموذج أو بطريقة أكثر خبثا وتعتيما وعلى نطاق أوسع من حيث عدد السكان والنطاق الجغرافى للجرائم واعتبرتها المنظمات الدولية جرائم إبادة جماعية وثقافية وتطهير عرقى، كما حدث ويحدث الآن في تركستان الشرقية ” شينجيانج الصينية” منذ عام 1949م وراجعوا أحداث الغزو الشيوعى الصينى ومئات الآلاف من الضحايا في ذلك العام وفى خمسينيات وتسعينيات القرن الماضى في بارين وإيلى وختن وغيرها وفى أورومجى 2009م، ثم معسكرات الاعتقال والقتل والتهجير القسرى للتركستانيين والدائر على أشده الآن، وفى أراكان في ميانمار ودماء أهلها التي لم تجف حتى الآن، وفى كشمير والهند.

* المسلمون متساوون وأن قيمة المسلم في أي مكان وكرامته ودماؤه متساوية مع جميع المسلمين علت مكانته أم قلت، فالقتل والدماء في غزة بل في القدس كالقتل والدماء في تركستان وأراكان وكشمير والهند والهدم كالهدم والحبس كالحبس؛ وهم متضامنون في عهودهم واحترام ذممهم وحقوقهم، وأدناهم كأعلاهم في السعي بذمتهم وعهودهم وحقوقهم، وهم قوة مجتمعة على أعدائهم وأعداء دينهم يناصر و يعاون بعضهم بعضا دون تخاذل، فالولاء بين المسلمين يكون للدين لا للأرض أو العرق أو القومية. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف برواياته المتعددة ” المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم، ويردُ مُشِدُهم على مُضعِفِهم ومتسريهم على قاعدهم” رواه أبو داوود وابن ماجة وأحمد.

* ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ” لأعداءه من المنافقين والكفار، كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم.

ويا ليت حكام أمتنا العربية والإسلامية يطبقون ما يأمر به ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم أو يكفوا عن الأمة أذاهم وتخاذلهم، وكذلك منظمة جامعة الدول العربية التي يجب أن تعى أنها عربية وليست عبرية أوصينية أوهندية، وأيضا منظمة التعاون الإسلامي التي ينقصها التعاون بل والإسلام.  للأسف الشديد!!!!!.

د / عزالدين الوردانى

كاتب متخصص في شؤون وسط آسيا