واشنطن تتحدث عن “تبدّد” الآمال بتحسّن حقوق الإنسان في الصين بعد 30 عاما على تيان أنمن

واشنطن تتحدث عن “تبدّد” الآمال بتحسّن حقوق الإنسان في الصين بعد 30 عاما على تيان أنمن

Turkistantimes, 08.06.2019

أعلنت الولايات المتحدة الإثنين أن آمالها في تحقيق تقدّم في ملف حقوق الإنسان في الصين قد “تبدّدت” بعد مرور 30 عاما على القمع الدموي لحركة تيان انمن المطالبة بالديمقراطية، في حين أصدرت بكين تعليقا نادرا على الواقعة أكدت فيها أنها قد “حصّنت” نفسها ضد الاضطرابات.

وبعد أن حاولت الصين فرض تعتيم إعلامي عشية ذكرى قمع الحركة الاحتجاجية في الرابع من حزيران/يونيو 1989، أشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بـ”حركة احتجاجية بطولية” لا تزال تحرّك “ضمير الشعوب المحبة للحرية حول العالم”.

وقال بومبيو في بيان “في العقود التي تلت (القمع)، كانت الولايات المتحدة تأمل في أن يؤدي اندماج الصين في المجتمع الدولي إلى مجتمع أكثر انفتاحا وتسامحا. لقد تبددت هذه الآمال”.

وتابع “اليوم، يتعرّض المواطنون الصينيون لموجة جديدة من الانتهاكات، بخاصة في شينجيانغ، حيث تحاول قيادة الحزب الشيوعي بطريقة منهجية خنق ثقافة الأويغور والقضاء على المعتقد الإسلامي”.

وبحسب تقديرات منظمات حقوقية اعتقلت الصين نحو مليون مسلم في شينجيانغ، فيما تقول الصين إن معسكرات الاعتقال في شينجيانغ هي “مراكز تدريب مهني” لإبعاد المواطنين عن التطرّف وإعادة إدماجهم في المجتمع.

وليل الثالث الى الرابع من حزيران/يونيو 1989، أنهت دبابات الجيش الصيني بشكل وحشي سبعة أسابيع من التظاهرات المؤيدة للديمقراطية بقيادة الطلاب في ساحة تيان انمن في بكين.

وقتل مئات المدنيين العزّل في حملة القمع التي قد تكون حصيلتها تخطّت ألف قتيل.

وقال بومبيو “ندعو الحكومة الصينية إلى إجراء إحصاء كامل وعلني للقتلى والمفقودين لمواساة الضحايا الكثر لهذا الفصل الأسود من التاريخ”. كذلك دعا الصين إلى “الإفراج عن جميع الموقوفين بسبب سعيهم لممارسة” حقوق وحريات أساسية.

وليست لدى الجيل الشاب الصيني ذكريات مباشرة عن أحداث تيان أنمن التي بذلت الصين جهودا حثيثة لمنع إحياء ذكراها. وأوقفت السلطات الصينية نشطاء وخدمات بث تدفقي لأسباب “تقنية”.

لكنّ الصين، وفي خطوة غير معتادة، أقرّت بقمع احتجاجات تيان أنمن وبرّرتها.

ومن سنغافورة، كرر وزير الدفاع الصيني الجنرال وي فينغ الأحد الرواية الرسمية حول أحداث تيان انمين. وأكد أن السلطات في تلك الحقبة اتخذت “قراراً صحيحاً” بإرسال دبابات ضدّ التجمع السلمي الذي اعتُبر حينها “شغباً مناهضاً للثورة”.

وقال الوزير الذي كان يشارك في منتدى دولي إن “الأعوام الثلاثين الماضية أثبتت أن الصين مرت بتغييرات كبرى”. وتابع أنه بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة الصينية في ذلك الوقت، “تمكنت الصين من التمتع بالاستقرار والنمو”.

ومنذ أحداث تيان أنمن، حقّقت الصين فورة اقتصادية وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلف الولايات المتحدة التي رحّبت في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون بدخول بكين منظومة التجارة العالمية آملة في أن يؤدي الازدهار إلى تحسّن أوضاع حقوق الإنسان.

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أسفه للمسار الاقتصادي الصيني. وقد فرض رسوما جمركية على بضائع صينية بقيمة مليارات الدولارات واتّهم الصين بسرقة التكنولوجيا الأميركية مطلقا نزاعا تجاريا متسارعا معها.

وأثارت الإدارة الأميركية مرارا ملف حقوق الإنسان مع الصين.

وقال روبرت ميننديز أرفع مسؤول ديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إن على الولايات المتحدة أن تشدد أكثر على قضايا حقوق الإنسان في الصين.

وقال ميننديز خلال إحياء ذكرى تيان أنمن في واشنطن “على عكس ما جرى قبل 30 عاما حين وقفت أميركا مع الشعب الصيني الشجاع ضد القمع، نجد اليوم في أحسن الأحوال صمتا مطبقا من جانب البيت الأبيض وفي أسوأ الأحوال نسمع أصواتا تنفخ في النيران”.