لا خيار أمام الأويغور سوى الإستقلال أو الموت

لا خيار أمام الأويغور سوى الإستقلال أو الموت

المصدر: تركستان تايمز

في مقال بعنوان “دعوات الإستقلال قد لا تساعد قضية الأويغور” المنشور في صحيفة فورين بوليسي في 2 يوليو، كتب ييهان، تحت إسم مستعار أن الدعوات إلى الإستقلال قد لا تساعد قضية الأويغور.

أقول بصفتي صحفياً بارزاً وشخصاً ينتمي إلى الشعب المتضرر، بأن عدم المطالبة بالإستقلال عن الصين يعني قبول الإبادة الجماعية.

لا توجد أرضية مشتركة بين الأويغور والهان للعيش معاً. وعندما يضطرون إلى ذلك، كما نشهد اليوم، فإن أحد الجانبين يقتل الطرف الآخر.

الإستقلال ضروري لأن الأويغور لا يسعون إلى الحرية أو التنمية، بل يسعون إلى البقاء.

دعونا نضع تاريخ تركستان الشرقية جانباً، بما في ذلك مسألة من هو المالك الحقيقي ومن هو المغتصب، والإختلافات الثقافية الكبيرة بين شعبي الهان والأويغور، فضلاً عن التفرد النفسي للشعبين. فقط انظروا في روايات الأحداث والصدامات في المنطقة في العقود الماضية.

أطلقت الصين منذ عام 1950 أكثر من 100 حملة ضد الأويغور، بأسماء مثل “حركة إصلاح الأراضي” أو “الحملة المناهضة لليمين” أو “الثورة الثقافية” أو “الحملة الصارمة ضد الإرهاب العنيف”.

جاء في الكتاب الأبيض لعام 2017: “منذ عام 2014، دمرت تركستان الشرقية (شينجيانغ) 1588 من عصابات العنف الإرهابية، واعتقلت 12995 إرهابياً، وعاقب 30645 شخصاً بسبب 4858 نشاطاً دينياً غير قانوني”.

سجلت قاعدة بيانات الإرهاب العالمية أكثر من 270 عملاً إرهابياً في الصين في الفترة من عام 1989 إلى عام 2019، معظمها في تركستان الشرقية.

وجاء في كتاب أبيض آخر: “إن الإحصاءات غير المكتملة تشير أن القوات الإنفصالية والإرهابية والمتطرفة شنت آلاف الهجمات الإرهابية منذ عام 1990 حتى نهاية عام 2016 في تركستان الشرقية”.

 

يقول ناشطون أويغور إن بعض الحوادث كانت تتعلق بالقتال من أجل الحرية، بينما كان البعض الآخر يتعلق بالدفاع عن النفس.

ومع ذلك، فإن معظم إرهاب الدولة في الصين يستهدف الأويغور الأبرياء. ينطبق هذا بشكل خاص على الحملة الجارية، التي بدأت في عام 2017 وتهدف إلى “القضاء على المتطرفين الدينيين”.

ويتعرض أكثر من 3 ملايين أويغوري للتعذيب النفسي والجسدي في معسكرات الإعتقال البالغ عددها 380 في تركستان الشرقية.

أياً كان ما تسمونه – سواء كان إرهاباً أو تحريراً أو معسكر إعتقال أو مركز تدريب مهني – فإن الحقيقة التي لا يمكن دحضها هي أن هناك كراهية لا يمكن تغييرها وجرحاً لا يمكن علاجه بين الأويغور في تركستان الشرقية والمستوطنين الهان الصينيين. وقد تم الكشف عن هذا أيضاً في إحدى وثائق الصين.

في الكتاب الأبيض لعام 2017، وصف كيو يوانيوان، الباحث في مدرسة الحزب التابعة للحزب الشيوعي الصيني (CCP) في تركستان الشرقية، الوضع: في الأعوام 2014 و 2015 و 2016 في تركستان الشرقية، كانت حملاتنا واسعة وصارمة للغاية. كان من المستحيل على أقاربهم ألا يشعروا بالحزن والغضب منا. لذلك أنشأنا معسكرات تدريب شاملة للحفاظ على الإستقرار رغم أنهم لم يرتكبوا جرائم فعلية.

أثبتت الوثيقة أن الحملات التي تم شنها قبل إنشاء المعسكرات تسببت في فقدان الثقة المتبادلة بين شعبي الهان والأويغور.

إذا كانت هناك كراهية لم تُحل قبل عام 2017، فتخيل كيف هي اليوم، بعد أن تم تشتيت ملايين العائلات قسراً، وأصبح ملايين الأطفال أيتام ومات عدد لا يحصى من الناس في المعسكرات.

بعد الكثير من المآسي، الكثير من الألم، الكثير من القتل، الكثير من السجن، كيف يمكن لدولة أن تتحد؟

يعتقد بعض الناس أن الدعوة إلى الإستقلال قد تدفع الشعب الصيني إلى الوقوف إلى جانب الحكومة الصينية ضد الأويغور. ومع ذلك، يسير الصينيون بالفعل بخطى ثابتة مع حكومتهم.

لماذا لا يقوم جيران الأويغور الصينيون بسؤال عن مصير المحتجزين في المعسكرات: “أين هؤلاء الناس؟ أين ذهبوا؟”

 

لماذا لا يسأل كوادر الحزب الشيوعي الصيني: “أي نوع من القرابة هذه؟ لماذا ننام في بيوت الأويغور؟ ”

عندما يتم إحتجاز ملايين الأيتام في الفصول الدراسية، فلماذا لا يحتج أساتذتهم ويتحدثوا، قائلين إنه تعذيب وليس تعليم؟

كيف يمكن للقاضي الصيني الذي أمر بالحُكم على أشخاص بالسجن لمدة 15 عاماً لأنهم يصلون، أن ينام بشكل مريح؟

من السذاجة أو النفاق الإعتقاد بأن الإبادة الجماعية للأويغور يتم تنفيذها من قبل الحزب الشيوعي الصيني وحده. إن فصلها عن الدعم القوي للشعب هو خداع للذات وللآخرين.

كان هناك أنصار بريطانيون لكفاح الهند من أجل الإستقلال؛ ولم يتم فصل السود في الولايات المتحدة عن البيض بعد حركة الحقوق المدنية؛ كما دعم دعاة حقوق الإنسان الروس الإنفصاليين الشيشان.

ومع ذلك، في نضال إستقلال تركستان الشرقية الذي دام ما يقرب من 100 عام، لم يكن الصينيون في الخطوط الأمامية مع الأويغور.

في أثناء ذلك، في العالم الحر، كتبت أكثر من 30 منظمة صينية في هولندا رسالة احتجاج إلى الحكومة الهولندية بشأن إدانتها للإبادة الجماعية للأويغور، وعارض السناتور الكندي يوين باو وو (胡 元豹) إقتراح مجلس الشيوخ الكندي الذي وصف الوضع في تركستان الشرقية بـ “الإبادة الجماعية”، مما أدى إلى رفض غالبية أعضاء مجلس الشيوخ لها.

برأ يوين الحزب الشيوعي الصيني من نظرية شرعية المخرجات والمدخلات، قائلاً إن تصرفات الصين مقبولة بسبب نجاحها الإقتصادي الجدير بالثناء.

ومن ناحية أخرى، تتلخص حجة يهان الرئيسية في أن “الحزب الشيوعي الصيني يستغل هيمنة حركة الإستقلال في السرد. ولقد تدرب الشعب الصيني على معاملة “الإنفصاليين” كخونة، سواء في تركستان الشرقية أو تايوان، وحدث ذلك على مدى عقود، وعلى إعتبار سلامة الحدود الحديثة للبلاد مفتاحاً للهوية الوطنية.

هل يجب تعليم الصينيين؟ إن مستوى المعيشة في الصين أعلى من المتوسط ​​العالمي، وتلقى العديد من الصينيين تعليمهم في الولايات المتحدة أو أوروبا، ومع ذلك، لم تكن هناك رغبة كبيرة بينهم في إنتخاب حكومة بشكل ديمقراطي.

 

حيث ألغى الرئيس الصيني شي جين بينغ (習近平) فترة ولايته المحددة، ولم تكن هناك معارضة.

توفي ليو شياوبو (劉曉波) الحائز على جائزة نوبل للسلام في السجن، ولم يكن هناك أي احتجاج.

حاولت بكين إخفاء الفيروس التاجي عندما بدأ إنتشاره في ووهان، ومات العديد من الصينيين، لكن الشعب لم يحاسب الحكومة.

بدلاً من ذلك، عاقبت بكين ثمانية أطباء حذروا الناس علناً من الفيروس، وهذا لم يثير حتى الجدل.

إن الصينيين، الذين لا يتوقون إلى الحرية لأنفسهم، لا يرغبون في الحرية للآخرين. في ظل حكم بكين، بغض النظر عما إذا كانت ديمقراطية أو إستبدادية، هناك مسار واحد فقط للأويغور، وهذا المسار هو الموت.

على الرغم من عيوب إستقلال الأويغور التي لا حصر لها، إلا أن هناك بعض المزايا.

الأويغور ليسوا وحدهم في ساحة معركة الإبادة الجماعية. إن ما تفعله الصين هو ضد إرادة الله. إن كونك أويغورياً ليس خياراً؛ إن الإبادة الجماعية هي ضد القاعدة الأساسية للإنسانية.

في النهاية، سيدرك العالم أنه بحاجة إلى منع الصين من قتل الآخرين. الله والإنسانية مع الأويغور.

حتى في ظل قانون الزواج الأكثر تحفظاً، حيث يُسمح للأزواج بالطلاق إذا فقدوا الثقة، ويتم أمرهم بالإنفصال فوراً إذا كان هناك دليل على أن أحدهما يلحق الضرر بالآخر.

بالنسبة للأويغور، فإن القضية المطروحة ليست الإنفصال عن الصين، ولكن متى وكيف يتم ذلك. ولا يجب لصعوبة المشكلة أن تدفع الأويغور إلى إخفائها أو الهروب منها.

قد يؤدي عدم الدعوة إلى الإستقلال إلى تدمير قضية الأويغور ومساعدة الصين في القضاء على الأويغور من على وجه الأرض.

 

بقلم/ شهرت هوشور صحفي أميركي من أصل أويغوري.

ترجمة/ رضوى عادل

 

https://www.uyghurtimes.com/posts/fea0ef1d-fd0e-4c16-ad27-6007d0ba5565/Independence-for-Uighurs-or-death?fbclid=IwAR1ifNDsfj-ZjrFvUIxKz6nsmf7gXWJIIOvTeobu0AzDp5c9jFVq-FyXKJI