عشرات القتلى والجرحى في هجوم مسلح في إقليم شينغيانغ الصيني

2014.30.07 الشرق الأوسط

ناطق باسم أقلية الأويغور المسلمين قال إن الأمن هاجم أبناء طائفته
بكين – لندن: «الشرق الأوسط»
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية أمس أن «هجوما إرهابيا أوقع عشرات القتلى والجرحى في إقليم شينغيانغ المأهول بغالبية من أقلية الأويغور المسلمين». وأوضحت الوكالة أن عصابة مسلحة بسكاكين هاجمت صباح الاثنين – – عشية عيد الفطر في الصين – مركزا للشرطة ومكاتب حكومية في منطقة شاشي – أو يركند بلغة الأويغور. ونقلت الوكالة عن الشرطة المحلية أن «عشرات من المدنيين الأويغور والهان قتلوا أو جرحوا». وقالت الوكالة إن «رجال الشرطة في المكان قتلوا عشرات من أفراد العصابة الذين هاجموا المدنيين والسيارات التي كانت مارة»، مضيفة أن «العناصر الأولية للتحقيق تشير إلى أنه هجوم إرهابي متعمد».

وبحسب ديلكسات راكسيت المتحدث باسم المؤتمر العالمي للأويغور، منظمة في المنفى، فقد قتل 20 أويغوريا وأصيب عشرة آخرون بجروح في مواجهات أسفرت عن سقوط 13 قتيلا في صفوف قوات الأمن التي أوقفت 67 شخصا. ونقل المتحدث معلوماته عن مصدر محلي، لكن المعلومات الآتية من شينغيانغ يصعب التحقق منها من مصدر مستقل. وشهدت الصين في الأشهر الأخيرة سلسلة هجمات دامية في أماكن عامة، في شينغيانغ وخارج المنطقة، نسبتها السلطات إلى إسلاميين من الأويغور. وفي تعليق موقع وصفت الصين الجديدة الهجوم بـ«عمل تجديفي» مخالف «لروح رمضان».

وكان هجوم انتحاري استهدف في مايو (أيار) سوقا في أورومتشي عاصمة إقليم شينغيانغ أسفر عن سقوط 43 قتيلا ضمنهم المهاجمون الأربعة، ونحو مائة جريح، وعد الأكثر دموية في الإقليم منذ الاضطرابات الإثنية في 2009 بين الهان والأويغور في أورومتشي.

وجاء الهجوم على إثر مجزرة وقعت في مارس (آذار) في محطة كونمينغ بإقليم يونان (جنوب) قتل فيه 29 شخصا بالسلاح الأبيض وأصيب 140 آخرون بجروح. وكان الأول بهذا الحجم خارج منطقة شينغيانغ.

وردا على ذلك، أعلنت بكين – والرئيس شي جينبينغ في المقدمة – حملة واسعة لمكافحة الإرهاب ترجمت بـ13 عملية إعدام على الأقل وتوقيف المئات وإدانات جماعية بعد محاكمات سريعة ترافقت غالبا مع عرض «إرهابيين» في ساحات عامة.

وعلى الرغم من هذه الحملة، يدل هذا الهجوم الأخير على صعوبات الأجهزة الأمنية الصينية في احتواء المتطرفين من السكان الأويغور في هذا الإقليم المترامي الأطراف شبه الصحراوي الحدودي لثماني دول في آسيا الوسطى منها أفغانستان.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، قتلت الشرطة 13 متطرفا بعد تفجير مبنى لقوات الأمن في كارجيليك بمنطقة كاشقار. وفي منطقة ياركند نفسها على مسافة 200 كيلومتر تقريبا جنوب شرقي مدينة كاشقار، قتل ثمانية مهاجمين أواخر ديسمبر (كانون الأول) بيد الشرطة في هجوم شنه مسلحون بسكاكين ومتفجرات على أحد مراكزها.

ويعد إقليم شينغيانغ أكثر من تسعة آلاف شخص من الأويغور، الإثنية المسلمة الناطقة بالتركية، والتي تضم شريحة متطرفة تقف بحسب السلطات وراء هجمات دامية في الأشهر الأخيرة.

لكن بعض المجموعات الحقوقية تعد أن القمع الثقافي والديني الذي تمارسه الحكومة الصينية بحق ثقافة الأويغور وديانتهم في شينغيانغ يغذي الاضطرابات والعنف في المنطقة. وقد فرضت السلطات الصينية قيودا على مسلمي شينغيانغ تضيق من إمكانيات الصيام في رمضان.

ومنع الموظفون والمدرسون والطلاب من المشاركة في الممارسات الدينية التقليدية في شهر رمضان وفق تعليمات نشرتها مواقع حكومية مختلفة.

في المقابل، تمت تهنئة الأشخاص الذين لم يلتزموا بالصيام، وهكذا نشر مكتب حكومي في حوض تاريم صورة تظهر موظفين مسلمين يتناولون الغداء.

ويقول الكثير من الأويغوريين المناهضين لوصاية بكين إنهم يتعرضون للتمييز والتهميش بحيث لا يستفيدون من الاستثمارات في شينغيانغ.

لكن بكين تقول إنها دعمت التنمية الاقتصادية في المنطقة وأنها تحمي حقوق الأقلية في بلد يعد 56 أقلية إثنية.

 

http://classic.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=13028&article=781276&feature=#.U99EFKMUn_E