شوارع باسم الإيغور والدالاي لاما في بودابست “تستفز” الصين

شوارع باسم الإيغور والدالاي لاما في بودابست “تستفز” الصين

المصدر: تركستان تايمز

في معركة جديدة بين الحكومة المجرية برئاسة، فكتور أوربان، الذي يتمتع بصلاحيات معززة، والمعارضة الليبرالية المحاصرة، المتمثلة برئيس بلدية بودابست، جيرجلي كاراتشوني، تم طرح  سلسلة من أسماء الشوارع “الاستفزازية” لإحراج رئيس الوزراء أمام حلفائه الصينيين، بحسب صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.

فقد أطلقت بودابست على شوارعها أسماء ذات معاني مرتبطة بتجاوزات الصين الإنسانية والحقوقية وأبرزها: “طريق هونغ كونغ الحرة”، وكذلك “طريق شهداء الإيغور”،  في إشارة إلى الأقلية المسلمة التي تقول واشنطن وعواصم أخرى إنها ضحية إبادة جماعية صينية.

إلى جانب “طريق الأسقف شي شينغوانغ”، وهو أسقف كاثوليكي صيني تم سجنه، وفقا لصحيفة “بوليتيكو“.

وسيحمل أحد الشوارع اسم الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفى، وتصفه بكين بأنه انفصالي خطير.

وتمثل أسماء الشوارع مصدر إزعاج لأوربان لأنه يسعى إلى لعب دور كحليف للصين يمكن الاعتماد عليه في الاتحاد الأوروبي، وقد ساعد حق النقض الفعال الذي يمارسه على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في منع رد أوروبي موحد على حملة بكين القمعية في هونغ كونغ.

ويتهم خصوم أوربان الليبراليون رئيس الوزراء بالتودد إلى الصين وروسيا وحكومات أخرى غير ليبرالية، وإثارة غضب الحلفاء الأوروبيين بفرض قيود على القضاء والإعلام.

وقامت المجر أيضا بتطعيم بعض مواطنيها بلقاح “سينوفارم” الصيني، على عكس نظرائها في الاتحاد الأوروبي.

وتتركز الشوارع التي سيعاد تسميتها في منطقة تعتزم جامعة فودان الصينية فتح فرع فيها يقدم برامج في الفنون الحرة والطب وإدارة الأعمال والهندسة، بسعة 6000 طالب.

وقال  كاراتشوني الذي ينوي الترشح، العام المقبل، أمام  أوربان : “مشروع فودان سيلقي بالشكوك حول الكثير من القيم التي التزمت بها المجر على مدى حوالي 30 عاما” منذ سقوط الشيوعية.

وتأمل المعارضة في حملتها الانتخابية أن تسلط الضوء على أن أوربان، الذي بدأ حياته المهنية كشاب مناهض للشيوعية في الثمانينيات، يقيم الآن علاقات وثيقة مع الأنظمة الاستبدادية، على حد تعبير بوليتيكو.

وفي المقابل رفضت الحكومة المجرية تحركات بلدية بودابست في الشوارع، وقال المتحدث باسمها، زولتان كوفاكس، إن السياسيين المعارضين “فقدوا عقولهم”.

وهنا علق كاراتشوني قائلا إنه مستمر في الدفاع عن حقوق الإنسان كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

وعلى الجانب الصيني، تنفي بكين قمع حقوق الإنسان. ووصف المتحدث باسم وزارتها، وانغ وين بين، الخميس، الأمر بأنه “مثير للإشمئزاز” أن “يستحوذ بعض السياسيين على أجندة مناهضة للصين”.

وفي هذا السياق، كشفت شبكة تحقيقات استقصائية محلية تدعى “Direkt36” أن بناء الجامعة، الذي قدرته الحكومة المجرية بمبلغ 1.5 مليار يورو، يشمل بشكل أساسي العمال الصينيين ومواد البناء والتمويل عن طريق قرض يتعين على المجر أن تدفعه.

وقال كاراتشوني إن الخطة، رغم إقرارها على أعلى مستوى سياسي في المجر والصين، لم تحظ بدعم الجمهور. ووجدت دراسة حديثة أجراها معهد “Republikon” ومقره بودابست أن 66 في المئة من المجريين يعارضون مشروع فودان الجامعي.

ويأتي ذلك كله بعد أيام من لقاء وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، مع نظيره الصيني وانغ يي، في مدينة غوييانغ الصينية.

وبحسب الحكومة الصينية، اتفق الجانبان على أربع نقاط لتقديم شراكة استراتيجية شاملة، في مقدمتها التبادل الأكاديمي.