سجن زوجة سائق تاكسي أويغوري معتقل بتهمة البكاء أمام أجنبي

سجن زوجة سائق تاكسي أويغوري معتقل بتهمة البكاء أمام أجنبي

المصدر: تركستان تايمز

حكمت السلطات في تركستان الشرقية على زوجة سائق تاكسي من الأويغور المسجون وأم لطفلين بالسجن ثلاث سنوات على الأقل لبكائها أمام أجنبى، وقالت المحكمة أنها كشفت ” أسرار الدولة “، وفقاً لما ذكرته مصادر في المنطقة.

في أبريل 2020، نشرت إذاعة آسيا الحرة عن قضية شير علي محمد علي، سائق التاكسي في مدينة غولجا، قرية هانبينج والذي تم إعتقاله في نوفمبر 2018 وحُكم عليه بالسجن 200 شهر في مايو 2019 لتوصيله شخصية دينية بسيارته. – من المحتمل أن يكون إماماً غير مصرح به من الدولة – ويتلقى منه “تعليماً دينياً غير قانوني”.

وقالت مصادر لإذاعة آسيا الحرة في ذلك الوقت إن والدة محمد علي أيغول توراخان حُكم عليها في أوائل عام 2019 بالسجن لمدة عقد من الزمن بعد احتجازها بسبب نقل تسجيل عنوانها من مقاطعة إيلي قازاق في ولاية تيكيس إلى قرية هانبينغ في غولجا قبل تسع سنوات.

ومع ذلك، علمت إذاعة آسيا الحرة مؤخراً من مصدر يدعي معرفة داخلية بالوضع في غولجا أن زوجة محمد علي وتدعى منيرة، التي تُركت وحدها في المنزل مع طفليها، قد تم اقتيادها إلى مركز للشرطة ليلة يونيو من العام الماضي مع تغطية رأسها بغطاء أسود، ثم إتهامها فيما بعد بـ “كشف أسرار الدولة.

وفقاً للمصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الإنتقام، فقد ذهبت منيرة قبل يوم من إختفائها إلى مكتب الأمن العام في مدينة غولجا، حيث طلبت الإذن بالتحدث بالفيديو مع زوجها، الذي يقضي عقوبته في مدينة شيخو، في محافظة تارباغاتاي بولاية إيلي قازاق. وقد رفضت الشرطة طلبها.

وأثناء عودتها إلى المنزل من المدينة إلى هانبينج، كانت تجلس بجانبها سيدة أعمال من قرغيزستان في الحافلة. بدأت الإثنتان بالكلام، وعندما سألتها سيدة الأعمال عن زوجها، لم تستطع منيرة أن تتماسك وانهمرت دموعها.

حذر سائق الحافلة منيرة من ” تعكير مزاج الضيوف الأجانب “. وقال المصدر إن الشرطة احتجزت منيرة على أساس تقرير سائق الحافلة وتمت إدانتها فيما بعد ب”تسريب أسرار الدولة” لإبلاغها الأجانب ” ببراعة ” بأن زوجها معتقل.

قال المصدر: إنه بعد شهر واحد فقط من إعتقال منيرة، أخرجت الشرطة ملابسها من منزلها في حي “نيو كميونيتي” في هانبينغ. وبالنظر إلى ذلك، خمن الجيران أن منيرة قد تكون نُقلت إلى معسكر إعتقال أو سجن من مركز احتجاز، لكن لم يجرؤ أحد على السؤال عن قضيتها خشية إستهدافهم من قبل الشرطة.

وبحلول نهاية عام 2020، تم إغلاق وختم باب منزل عائلة منيرة، مما دفع الجيران إلى التكهن بأن منيرة قد حُكم عليها بالسجن. وقال المصدر أنه سمع فيما بعد أنها قد حُكم عليها بالسجن عشر سنوات.

منيرة محمد علي (على اليسار) وشيرعلي محمد علي (على اليمين) في صور غير مؤرخة. إذاعة آسيا الحرة

 

السجن خارج النطاق القانوني

 

يُعتقد أن السلطات في تركستان الشرقية احتجزت ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور وأقليات مسلمة أخرى في شبكة واسعة من معسكرات الإعتقال منذ أوائل عام 2017 كجزء من سياسة السجن الجماعي خارج النطاق القانوني في المنطقة.

وفي حين أنكرت بكين في البداية وجود المعسكرات، فقد غيرت الصين في العام الماضي مسارها وبدأت تصف المرافق بأنها “مدارس داخلية” توفر التدريب المهني للأويغور، وتثبط التطرف، وتساعد على حماية البلاد من الإرهاب.

لكن التقارير التي قدمتها إذاعة آسيا الحرة وغيرها من وسائل الإعلام تشير إلى أن الموجودين في المعسكرات محتجزون رغماً عنهم ويتعرضون للتلقين السياسي، ويواجهون معاملة قاسية بشكل روتيني على أيدي المشرفين عليهم ويتحملون نظاماً غذائياً سيئاً وظروفاً غير صحية في المرافق التي غالباً ما تكون مكتظة.

ومع تزايد التدقيق الدولي في الوضع في تركستان الشرقية، قامت بكين على نحو متزايد بـ “تخريج” المعتقلين إلى وظائف إلى حد كبير في ظل ظروف العمل القسري أو أصدرت عليهم أحكاماً بالسجن بتهم ملفقة لفترات طويلة في المحاكم الهزلية

 

اتصلت إذاعة آسيا الحرة بمركز الشرطة في بلدة هانبينغ للإستفسارعن قضية منيرة، ولكن كما حدث في التحقيقات السابقة المتعلقة بزوجها وحماتها، رفض الموظفون هناك الإجابة على الأسئلة. ومع ذلك، أكد ضابط قام بالرد على الهاتف في مركز للشرطة في مدينة غولجا أن منيرة أُدينت وحُكم عليها بالسجن.

عندما وُصفت منيرة للضابطة وتم سؤالها عما إذا كانت قد استهدفتها السلطات لبكائها أمام أجنبي، سألت “هل تتحدث عن فتاة من هانبينغ؟

في البداية، أحالت الضابطة أسئلة أخرى إلى وزارة العدل في المدينة، ولكن عندما سُئلت عما إذا كان قد حُكم على منيرة بالسجن لمدة 10 سنوات، انكرت هذا الادعاء.

وقالت “هذه كذبة، حيث تم الحكم لمدة ثلاث سنوات”، مضيفة أنها لا تستطيع تقديم أي تفاصيل أخرى عن القضية.

وكشفت تقارير إذاعة آسيا الحرة في وقت سابق أن حماة منيرة، أيغول توراخان، تقضي عقوبة في سجن بايكول في مدينة غولجا. وأشار مصدر إذاعة آسيا الحرة إلى أن منيرة قد تكون محتجزة أيضاً في بايكول أو في سجن يني حياة في غولجا.

قبل إغلاق السلطات لمنزل العائلة في هانبينغ نيو كميونيتي، تم تسليم طفلي منيرة، وكلاهما في الرابعة من العمر، إلى جدهما، محمد علي عبد الرشيد، وهو جزار يعيش في أوشدروازي في غولجا. وقالت مصادر لإذاعة آسيا الحرة في العام الماضي أنه تم إعتقال عبد الرشيد في نفس الوقت الذي اعتقلت فيه زوجته أيغول وأُرسل إلى معسكر إعتقال لمدة عام وأربعة أشهر قبل إطلاق سراحه.

في السنوات الأربع الماضية، أصبحت الأقفال والأختام على أبواب المنازل العائلية مشهداً شائعا في تركستان الشرقية. اكتشف العديد من السياح الأجانب الذين زاروا المنطقة في العام الماضي أن المجتمعات المحلية في مدينتي كاشغر وتوربان أصبحت مثل مدن الأشباح وقاموا بتوثيق مثل هذه الأختام على بوابات الساحات السكنية – وهي معلومات تبادلوها فيما بعد عبر الإنترنت كدليل على السجن الجماعي الذي يحدث هناك.

 

تقرير شوهرت هوشورلإذاعة آسيا الحرة. ترجمة خدمة الأويغور. كتبه في اللغة الإنجليزية جوشوا ليبز

 

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/weeping-04072021144503.html