رسالة من الأويغور: لا يوجد رمضان في تركستان الشرقية

رسالة من الأويغور: لا يوجد رمضان في تركستان الشرقية

المصدر: تركستان تايم

رمضان هو أثمن وقت في السنة عندما تجتمع العائلات لصلاة التراويح، والإفطار سويا، والانشغال بذكر الله، والاستمتاع باللحظات مع أحبائهم. أثناء احتفاءنا بهذا الشهر الكريم، لا يسعني إلا أن أشعر بثقل في قلبي عندما أفكر في إخواننا وأخواتنا الأويغور الذين تفككت عائلاتهم وحُرموا من حقوقهم في ممارسة شعائر الإسلام وعوقبوا لممارستهم الدين الإسلامي في رمضان.

أدت حملة القمع القاسية التي تشنها الحكومة الصينية على مسلمي الأويغور إلى قمع شديد لهوية الأويغور. قال مسؤول في الشؤون الدينية الصينية في عام 2018: “حُطم نسلهم، وقُطعت جذورهم وصلاتهم”. ومازالت مظاهر هذه السياسات تبين أخطر انتهاكات حقوق الإنسان بموجب القانون الدولي.

تحدثت الأسبوع الماضي إلى الناشط الأويغوري عبد الرشيد الذي اضطر إلى ترك عائلته في تركستان الشرقية. وقال متذكراً:

بعد عام 2015، بدأت الحكومة المحلية في التحقيق في الشوارع والقرى. لقد أرسلوا الصينيين للعيش مع الأويغور لمعرفة ما إذا كنت صائماً. في بعض الأحيان يرسلون شرطياً أو حارساً لمراقبة الشوارع في وقت السحور، وإذا رأوا أن الأنوار مضاءة، فإنهم يفترضون أنك صائم، وبالتالي تخضع لعقابهم. حُظرت صلاة التراويح، وتم تدمير العديد من المساجد بالفعل أو أغلقت، ولا يمكنك حتى أداء الصلوات الخمس، ولا يمكننا ممارسة ديننا في رمضان”.

تدمير واستئصال الإسلام في الحياة العامة والخاصة

في عام 2017، كثفت جمهورية الصين الشعبية ممارساتها الممنهجة للتدمير التام واستئصال ثقافة الأويغور وعاداتهم الدينية. بموجب لوائح “القضاء على التطرف” الجديدة، تم تجريم جميع الرموز والأنشطة والخطاب الديني تقريباً ويُعاقب عليها من قبل الدولة. أدى ارتداء الملابس الدينية مثل الحجاب وإطلاق اللحية، وكذلك أي التزام بالعقيدة الإسلامية إلى عقوبات سجن طويلة. وذهبت الدولة الصينية إلى حد تجريم استخدام الأسماء العربية، وتوزيع المواد الدينية، بل وحتى إرشاد الناس إلى العادات الدينية مثل تناول الطعام الحلال. تتجلى شدة القمع الديني بشكل أكبر من خلال الافتتاح القسري للمطاعم خلال شهر رمضان عندما يتم إغلاقها تقليدياً خلال النهار. إن هدم المساجد وتدمير المقابر وإزالة رموز الهلال والمآذن ليست سوى بعض الطرق التي حاولت بها السلطات الصينية قطع الصلة بين الأويغور وأرضهم. [4]

إن أهوال القمع الديني لا توجد فقط في الحياة العامة، ولكن ينتشر في المنطقة “نظام مراقبة شامل” وكأنه سجناً في الهواء الطلق. لا تمتلك الدولة تقدماً فقط في تتبع تحركات واتصالات أكثر من 12 مليون من الأويغور خارج المنزل، ولكن لديها أيضاً سلطة انتهاك حرماتهم داخل منازلهم، والتعدي على حرياتهم الخاصة. يروي الناشط الأويغوري عبد الرشيد:

كان هناك شيء فظيع آخر يقومون به قبل رمضان … حيث يقتحمون منزلك ويفتشونه. ويأتون أثناء الليل بحجة التحقيق ويفتشون كل ركن من أركان المنزل ويستجوبون أفراد الأسرة، وإذا وجدوا أي كتب باللغة العربية أو غيرها من الأشياء المتعلقة بالدين، فإن ذلك يسبب مشكلة للأسرة.

علاوة على ذلك، فقد كشفت هيومن رايتس ووتش في قائمة طويلة من الأعمال التي تجرمها الدولة الصينية، أن “عدم السماح للمسؤولين بالنوم في سريرك، وتناول طعامك، والعيش في منزلك هي إحدى هذه الجرائم التي ستؤدي إلى احتجازك. هذه ليست سوى بعض السياسات القاسية التي تم تنفيذها للقضاء على الإسلام في حياة الأويغور الخاصة.

تفريق العائلات

حرص الحزب الشيوعي الصيني على عدم ترك أي سبيل خلفه عندما يتعلق الأمر بانتهاك حرمة أسر الأويغور وتحطيم جذورهم وأرواحهم. أفكر أيضاً في رمضان هذا العام في الأسر التي تمزقت. هؤلاء الأمهات اللواتي لم يسمعن أو يرين أبنائهن منذ سنوات، هؤلاء الزوجات اللواتي لا يعرفن ما إذا كان أزواجهن أمواتاً أم أحياء، وأولئك الأطفال الذين لا يعرفون أبداً متى سيعود والدهم.

وتقوم الدولة الصينية بالسجن التعسفي، وهو ممارسة معروفة ويؤدي إلى تدمير الأسر. والأمر الأقل معرفة هو أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن بضعة أشهر يتم فصلهم أيضاً عن أسرهم، ويتم إيداعهم في دور الأيتام أو المدارس الداخلية التي تديرها الدولة دون علم آبائهم، مما يجعل الآباء يتساءلون عما إذا كان أطفالهم أمواتاً أم أحياء.

خلال هذه الأيام المقدسة عندما يصل دعاء المؤمن الصائم إلى الله في السماء، والليالي التي ينزل فيها الله إلى أدنى السماوات ليجيب دعاء عباده، فتذكروا إخوانكم وأخواتكم الأويغور في دعائكم. يجب أن نتذكر أن نكون ممتنين ليس فقط لأن نكون قادرين على العيش في رمضان آخر، ولكن لدينا نعمة هائلة من القدرة على مشاركة أفراح هذا الشهر بما يرضي قلوبنا. هذا تذكير بعدم أخذ حتى ما يمكن اعتباره أصغر الأفعال مثل الوضوء أو المشي إلى عائلتك شبه نائم في المطبخ للسحور كأمر مسلم به، فحتى هذه الأفعال قد تؤدي إلى الاعتقال والاضطهاد في تركستان الشرقية. نلجأ إلى الله لينجدنا من محنة الاضطهاد لممارسة ديننا..

 

نسأل الله تعالى أن يُسرع بالإفراج عن مسلمي الأويغور وإغاثتهم، ونسأل الله أن يثبتهم، وأن يفيض أجر صبرهم في الدنيا والآخرة.

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.islam21c.com/campaigns/no-ramadan-in-east-turkestan-a-message-from-uyghurs