تم تأكيد إعتقال الشاعر والمعلم الأويغور المفقود بعد قرابة أربع سنوات

تم تأكيد إعتقال الشاعر والمعلم الأويغور المفقود بعد قرابة أربع سنوات

المصدر: تركستان تايمز

تم تأكيد إعتقال شاعر الأويغور المعروف ومدرس الأدب حيث فُقد فى منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية) فى شمال غرب الصين منذ حوالى أربع سنوات، وفقا لماً ذكره موظف بمكتب التعليم المحلى التابع له .

قال مصدر على علم بالوضع مؤخراً لإذاعة آسيا الحرة لخدمة الأويغور RFA ، أن قاسم صديق من غولجا (بالصينية، يينينغ) – مقر ولاية إيلي كازاخ (ييلي حسكة) وثالث أكبر مدينة في منطقة شينجيانغ – اعتقلته السلطات في مارس 2017، وبعد ذلك اختفى.

اختفى المؤلف الغزير الإنتاج والفيزيائي الهاوي، الذي عمل سابقاً في مكتب غولجا للتعليم ودرّس في مدرسة دادامتو المتوسطة في المدينة، في نفس الوقت الذي أطلقت فيه السلطات حملة الإعتقال الجماعي خارج نطاق القانون في منطقة شينجيانغ التي شهدت منذ ذلك الحين إعتقال ما يصل إلى 1.8 مليون أويغور والأقليات المسلمة الأخرى في شبكة واسعة من معسكرات الإعتقال في المنطقة.

وفقاً للمصدر الذي تحدث شريطة عدم ذكر إسمه، خوفاً من الإنتقام، فإن صديق فقد تم إستجوابه من قبل الشرطة “في عدد من المناسبات السابقة” ومن المرجح أنه احتُجز كجزء من مجموعة من الأشخاص الذين اعتبروا “مشبوهين” بسبب سوابق قانونية.

وقال المصدر: إن كلمات الأغاني والقصائد التي ألفها صديق قبل 15 عاماً استُخدمت “كدليل” على التهم الموجهة إليه بـ “التحريض على الكراهية العرقية”، مضيفاً أنهم يخشون أن يكون المعلم قد أُرسل إلى أحد معسكرات المنطقة.

واتصلت إذاعة آسيا الحرة بمكاتب مختلفة في غولجا لتأكيد معلومات المصدر.

رفضت موظفة بحكومة مدينة غولجا تقديم معلومات أو تفاصيل أخرى عن صديق، رغم أنها بدت على دراية بإسمه.

وطالب مدير دادامتو المتوسطة بمعرفة المكان الذي يتصل منه مراسل وكالة آسيا الحرة قبل أن يخبرهم إن المدرسة “ليس لديها مثل هذا المعلم”. وعندما سُئل المدير عما إذا كان يوجد إسم قاسم صديق بين الموظفين المتقاعدين والسابقين في المدرسة، لم يقدم المسؤول جواباً.

كما اتصلت وكالة آسيا الحرة بمكتب غولجة للتعليم، حيث قال أحد الموظفين إنه غير قادر على النظر في ملف صديق وادعى أنه لا يعرفه.

لكن موظفا آخر في المكتب قال لوكالة آسيا الحرة إن صديق لا يزال في معسكر الإعتقال.

وقال رداً على سؤال عن مكان وجود صديق: لا يمكننا التحدث عن حالات المعتقلين.

وعندما تم الضغط عليه أكثر حول موعد إعتقال المعلم السابق، بما في ذلك عندما تم إحتجازه، أجاب الموظف: من المستحيل أن أخبركم عن هذا.

وأضاف قبل إحالة المزيد من الأسئلة إلى مكتب الأمن العام المحلي ، لا أستطيع أيضاً الحديث عن عدد المعلمين الذين تم إحتجازهم.

لم يتضح على الفور ما إذا كان صديق رهن الإحتجاز منذ إعتقاله في مارس 2017. ولم تتمكن وكالة آسيا الحرة من العثور على أي علامة تدل على مثوله أمام القضاء من شأنها أن تضعه في السجن بدلاً من معسكر إعتقال خارج نطاق القانون.

المثقفون المستهدفون

ويتناسب إعتقال صديق مع نمط أكبر من السلطات في منطقة شينجيانغ التي تستهدف المثقفين الأويغور وغيرهم من الأشخاص البارزين كجزء مما وصفه المراقبون بأنه شكل من أشكال الإبادة الثقافية.

منذ بداية حملة الإعتقال في عام 2017، قدمت إذاعة آسيا الحرة RFA تقارير عن عشرات الشخصيات الرائدة في مجتمع الأويغور الذين فُقدوا واختفت أسماؤهم من الأحداث العلمية والمواقع الإلكترونية والأدب حيث كان عملهم في السابق أمراً أساسيا.

تحدثت الشاعرة والمحررة السابقة راحلة كمال، التي تعيش حالياً في السويد، مع إذاعة آسيا الحرة عن صديق، الذي قالت إنه بدأ في تنظيم أنشطة وفعاليات مستقلة في أواخر حياته المهنية، فضلاً عن كتابة كلمات الأغاني الشعبية، بما في ذلك “بو كيشي”، التي أوقعته في مشاكل مع السلطات المحلية.

وقالت: أرى قاسم صديق كاتباً وشاعراً ومتخصصاً في العلوم الطبيعية، معروفاً ليس فقط في منطقة إيلي، بل للجميع في جميع أنحاء وطننا، مشيرة إلى أنها التقت بالمعلم وتحدثت معه في مناسبات متعددة.

في وقت لاحق في حياته المهنية، أعتقد أنه أسس منظمة، وعمل مديراً لمجموعة أدبية وفنية.

وفقاً للمعلومات المتاحة في الأرشيف على الإنترنت، كان صديق قد صنع لنفسه في السنوات الأخيرة إسماً في مجال الفيزياء، حيث نشر أوراقاً وأعمالاً أخرى طرحت مفاهيم ونظريات جديدة.

قال كمال: لقد كتب أوراقاً عن الفيزياء، عن أشياء لم يفهمها معظم الناس حقاً. عندما قرأ العلماء أوراقه، خلقوا الكثير من الضجة.

قال كمال: إن صديق ألّف عدداً قليلاً نسبياً من القصائد، إلا أنه كتبها بشكل جيد جداً.

أغلب قصائده رومانسية وكانت قصائد حب. لقد أحبها الناس، وتم تداولها على نطاق واسع.

 

تقرير: شهرت هوشور في إذاعة آسيا الحرة لخدمة الإيغور. ترجمها خدمة الأويغور. كتبها باللغة الإنجليزية جوشوا ليبس.

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/poet-01072021174718.html?fbclid=IwAR3ti5__eoU3RdIAlIeTTzFlnT4Od_wm7yjYIHGJWZfyjdEuF5UFFaWmyjo