الصين تفتح معسكرات احتجاز المسلمين للصحفيين والمحتجزون يكررون الإجابات نفسها

الصين تفتح معسكرات احتجاز المسلمين للصحفيين والمحتجزون يكررون الإجابات نفسها

Turkistantimes , 26.04.2019

منحت السلطات الصينية بعض وسائل الإعلام الغربية فرصة الاطلاع على بعض مراكز احتجاز المسلمين في إقليم سينكيانغ، بعد التنديد الدولي بالانتهاكات بحق المسلمين هناك.
ورصد تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية تفاصيل جديدة للحياة داخل معسكرات الاحتجاز هذه.

أبرز ما جاء في تقرير مراسل بلومبرغ
كان مركز الاحتجاز بمقاطعة شو لي مكونا من مجمع هائل من ثلاثة طوابق.
قاعات النوم المشتركة توجد بها قضبان حديدية على النوافذ والأبواب التي تغلق فقط من الخارج.
في داخل المجمع يوجد مئات الأشخاص من أقلية الإيغور المسلمة، التي ليس لديها أية وسيلة للمغادرة من دون حراسة رسمية.
رغم ذلك كان المسؤولون الصينيون يؤكدون أن هؤلاء الأشخاص جاءوا طواعية.
عندما سئل مامات علي، مدير المركز، عما سيحدث إذا رفض أحد الإيغور الحضور صمت قبل أن يقول “إذا أرادوا عدم المجيء، سيتعين عليهم الدخول في إجراءات قضائية”.
علي أضاف أن الكثيرين يقضون في المركز أكثر من سبعة أشهر.
طوال الزيارة كان المسؤولون الصينيون يؤكدون أن وسائل الإعلام الأجنبية تعطي انطباعًا خاطئًا عن جهود الحكومة في شينجيانغ.
لم تسمح السلطات الصينية للصحفيين المشاركين في الزيارة بالتحدث بشكل مستقل مع أي من المقيمين في مراكز الاحتجاز، أو التحرك في المنطقة دون متابعة.
سمحت السلطات للصحفيين فقط بطرح أسئلة على المسؤولين مع وجود متابعين طول الوقت بحيث لا يتمكن الصحفيون من التحرك بحرية وحدهم.
في أحد المعسكرات وأثناء استراحة الغداء كان هناك نساء يرقصن على أغنية تسمى “شينجيانغ السعيدة”.
قال مراسل بلومبرغ إنه عندما ابتعد قليلا عن المكان جرى خلفه أحد المسؤولين حتى لحق به وقال له “أعتقد أنك قد تهت وأنت تبحث عن الحمام. دعني أرشدك”.
في منطقة كاشغار تم اصطحاب الصحفيين إلى المسجد الرئيسي في المنطقة حيث كانت هناك صورة مرسومة للرئيس الصيني شي جينبينغ معلقة على واجهة المسجد لكنها أزيلت في وقت لاحق.
قال إمام المسجد للصحفيين إن والده قد قُتل في هجوم من الإيغور ما دفعه إلى “كراهية الإرهابيين”.
أحد مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم قال إنه في حال اكتشاف أن أحد كوادر الحزب يعتنق الإسلام فسوف “يعاقب بشدة” لأن هذا ضد مبادئ الحزب الذي يتبنى الإلحاد رسميا.
المسؤول أوضح أنه جرى وقف رفع الأذان في المنطقة، مبررا ذلك بأن الجميع لديه ساعة ويستطيع أن يعرف توقيت الصلاة.
في أحد المساجد بمقاطعة هوتان كان كتاب الرئيس الصيني “حكم الصين” معروضا في المسجد مثل المصحف.
“أريد أن أقول إنني جئت إلى هنا طواعية”
شون تشانغ، وهو طالب صيني يدرس القانون في كندا قام بتحليل صور الأقمار الاصطناعية لمعسكرات الاحتجاز في سينكيانغ، قال إن السلطات أزالت أبراج المراقبة والأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بمنشأة شو لو في وقت سابق من هذا العام ضمن مساعيها لجعل المعسكرات مقبولة للعالم.
في معسكر احتجاز آخر بمقاطعة مويو بمنطقة هوتان كان العديد من النزلاء يقومون برسم مناظر طبيعية، بينما كان آخرون يتعلمون مهارات عملية مثل أساليب التدليك الصيني، أو كيفية العمل كنادل في مطعم أو مربية أطفال، وغير ذلك.
قال مراسل بلومبرغ إنه لم يكن مسموحا له بالتواصل مع النزلاء في غياب مرافقيهم من المسؤولين الصينيين، كما لم يتضح ما إذا كان النزلاء مشاركين في هذه البرامج طواعية أم لا.
أوضح المراسل أنه في كل مرة سأل فيها النزلاء عن الجرائم التي ارتكبوها كان يتلقى إجابات متشابهة تتضمن نفس العبارات تقريبا.
كان جميع النزلاء يقولون إنهم أصيبوا بـ”الفكر المتطرف” وكانوا يسعون إلى “إصابة” الآخرين قبل أن يدركوا في المخيمات خطأ الطريق الذي كانوا يسيرون فيه.
كان حديث الكثير منهم يتضمن عبارة “أريد أن أقول إنني جئت إلى هنا طواعية”.
كان الملفت للنظر أن بعض النزلاء كانوا يكررون نفس الإجابات حرفيا عندما توجه لهم الأسئلة.
عندما سئلت المسؤولة الصينية المرافقة عن سبب تكرار الإجابات بهذه الطريقة اكتفت بالصمت، بينما قال مسؤول آخر إن هذا طبيعي لأن السؤال كان عن ارتكابهم جرائم، وربما كانوا يشعرون بالحرج بسبب حديثهم إلى زائرين أجانب.
خلفية
مراكز “إعادة التعليم” كما تسميها السلطات الصينية هي عدد من معسكرات الاحتجاز التي أقامتها السلطات في منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية المسلمة.
تقول وزارة الخارجية الأمريكية ومنظمات حقوقية دولية إن ما يصل إلى مليوني شخص من الإيغور محتجزون في هذه المعسكرات، وهو رقم ترفضه السلطات الصينية رغم أنها لم تكشف عن رقم رسمي.
نفت السلطات الصينية في البداية وجود هذه المعسكرات لكنها أكدت لاحقا على الحاجة إليها، ودافعت عنها كسلاح لمكافحة الإرهاب.
نددت منظمات حقوقية دولية بممارسات السلطات الصينية بحق مسلمي الإيغور والتي قالت إنها تسعى إلى طمس هويتهم الثقافية والدينية وتتضمن إجبارهم على ممارسات تتعارض مع دينهم مثل شرب الخمر وأكل لحم الخنزير.

المصدر
بلومبرغ
الجزيرة مباشر