الرئيس الصيني يعد بـ«حملة حاسمة» بعد هجوم شينجيانغ

Aawsat, 02.05.2014

أمر الرئيس الصيني تشي جينبينغ بحملة لفرض النظام بعد هجوم نفذ بالسكاكين والمتفجرات في محطة قطار في منطقة شينجيانغ المضطربة ذات الغالبية المسلمة، أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح 79 شخصا، حسبما أفاد الإعلام الرسمي أمس. ووقع الهجوم مساء أول من أمس، في حين كان تشي ينهي ما وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه «جولة تفقد» للمنطقة المضطربة في أقصى الغرب الصيني، والتي أمر فيها باستراتيجية «الضرب أولا» لمكافحة الإرهاب. وصرح تشي في أقوال نشرتها وكالة الصين الجديدة الرسمية أمس، بأن «المعركة للتصدي للعنف والإرهاب لا تتيح لحظة واحدة من التراخي ويتعين القيام بخطوات حاسمة بهدف كسر تنامي (ممارسات) الإرهابيين». وكانت الوكالة أكدت أن المهاجمين طعنوا أشخاصا وألقوا متفجرات في محطة جنوب أورومتشي، كبرى مدن الإقليم مساء أول من أمس. وعدت الوكالة العملية «هجوما إرهابيا عنيفا» على الرغم من عدم تحميل أي جماعة محددة المسؤولية. وفي السابق، أشارت الصين بإصبع الاتهام إلى ما سمته جماعات دينية متشددة مدعومة من جهات خارجية، لكنها حريصة على عدم اتهام إثنية الأويغور المسلمة المقيمة في المنطقة.
وجرى هذا الهجوم بعد شهرين على اعتداء آخر قتل فيه 29 شخصا في مارس (آذار) الماضي وأصيب 143 آخرون في عملية بالسلاح الأبيض في محطة قطار كونمينغ في مقاطعة يانان (جنوب غرب) نسبتها بكين إلى انفصاليي شينجيانغ، ووصفتها بكونها «11 سبتمبر» الصين. وصرح ديلشات راشيت المتحدث باسم مجموعة «مؤتمر الأويغور العالمي» المنفي نقلا عن مصادر محلية، بأن أكثر من 100 شخص من الأويغور أوقفوا في أعقاب هجوم أول من أمس. وصرح في رسالة إلكترونية بأن «الأويغور الذين يكافحون بين اليأس والبقاء ينتظرون وفود تشي جينبينغ إلى تركستان الشرقية (شينجيانغ) لتقديم اقتراحات بناءة حول كيفية تحسين الوضع المضطرب، لكن الواقع هو أن بكين تواصل تشجيع القمع المسلح للأويغور». كما أكد أن الوضع يبقى متفجرا، حيث «يمكن لأي استفزاز صيني أن يحض مباشرة على مزيد من العنف».

وشينجيانغ منطقة واسعة وتتمتع باستقلالية ويشكل الأويغور المسلمون الناطقون بالتركية أبرز إثنية فيها، لكنّ عقودا من هجرة أفراد من إثنية إلهان المسيطرة في الصين إلى المنطقة أدى إلى نشوء توتر. وتشهد المنطقة دوريا مواجهات دامية تنسبها السلطات لإرهابيين، لكن الجماعات الحقوقية والمحللين يؤكدون أنها ناجمة عن القمع الثقافي والديني والتفاوت الاقتصادي.

ووقع انفجار أول من أمس في حدود السابعة مساء «قرب أمتعة تركت على الأرض بين مخرج المحطة ومحطة حافلات»، بحسب ما نقلت الوكالة عن شهود، من دون مزيد من التفاصيل حول الانفجارات. وأفادت صحيفة «الشعب» نقلا عن مصادر مقربة من الملف أن اثنين من القتلى من المهاجمين الذين قاموا بالتفجير، أما القتيل الثالث فهو أحد المسافرين. وجرى إغلاق محطة القطارات بعد الانفجار وعلقت حركة القطارات قبل أن يعاد فتحها في حدود التاسعة ليلا بحضور الشرطة المسلحة.

وفي حادث بارز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صدم ثلاثة أفراد من عائلة واحدة من شينجيانغ، سياحا بسيارتهم في ساحة تيان إنمين في بكين مما أدى إلى مقتل شخصين، قبل أن يضرموا النار في السيارة ويقتلوا، في حين عدته السلطات هجوما إرهابيا. ويأتي توقيت الهجوم الأخير في مرحلة حساسة ومحرجة لتشي، الذي أحيطت زيارته الأولى إلى المنطقة منذ تولي منصبه تغطية واسعة النطاق في الإعلام الرسمي. ولم يتضح على الفور ما إذا الهجوم وقع بينما كان تشي لا يزال في شينجيانغ. وبدا تشي في صور للتلفزيون الرسمي أمس مرتديا سترة عمل سوداء على غرار ما يفضله كبار قادة الصين، في أثناء لقاء مع مسؤولين أمنيين وسكان وتلاميذ مدرسة في أثناء زيارته. وصرح تشي أثناء جولة في مركز شرطة بأن «مراكز الشرطة الصغيرة هي قبضاتنا وخناجرنا، وعلينا إدارة العمل على المستوى الأساسي جيدا والاهتمام بشرطيينا وعليكم حماية أنفسكم جيدا. آمل أن تتمكنوا من تحقيق إنجازات ممتازة في عملكم المستقبلي المتمثل في خدمة الشعب والحفاظ على استقرار المجتمع». كما نقلت صور تشي وهو يزور مدرسة ابتدائية، حيث استقبل وأهدي قبعة الأويغور التقليدية التي وضعت على رأسه.

وعلى الإنترنت عبر مستخدمو موقع «ويبو»، النسخة الصينية لـ«تويتر»، عن آراء متنوعة حول الهجوم الأخير. وعلق مستخدم: «علينا أن نحب أهل شينجيانغ الطيبين ونضرب الإرهاب الشرير بحزم، علينا أن نمنح الإرهابيين نهاية سيئة». وعلق آخر منتقدا السلطات قائلا: «إذا لم يحسن الحزب الشيوعي الصيني مستوى حياة الناس ويكسب دعم الأكثرية فإن مكافحة الإرهاب مهمة مستحيلة».

http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=12939&article=770467&feature=#.U2j4yKLVhvk