اغتصاب وتعذيب وإهانة.. محكمة الأويغور تستمع إلى 24 شاهداً

اغتصاب وتعذيب وإهانة.. محكمة الأويغور تستمع إلى 24 شاهداً

المصدر: تركستان تايمز

شهدت إحدى الشهود بأنها أجبرت مع 100 من السجناء الآخرين على مشاهدة حراس السجن وهم يغتصبون فتاة صغيرة أمامهم.

عالم من محاكم الكنغر، والشرطة المجرمة، والقتل خارج نطاق القضاء، والتعذيب غير المبرر، والعنف الجنسي تم تصويره من قبل الشهود الذين سردوا تجاربهم على أيدي الحزب الشيوعي الصيني، خلال أربعة أيام شاقة من البيانات أمام محكمة الأويغور في لندن هذا الأسبوع.

ونظرت المحكمة التي أنشئت لتحديد ما إذا كان الحزب الشيوعي الصيني يرتكب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وضد الشعوب التركية في تركستان الشرقية شمال غرب الصين، واستمعت المحكمة إلى روايات مباشرة عن القتل، وإجهاض في فترات الحمل المتأخرة، والإختفاء الجماعي، والسخرة، واختطاف المئات والآلاف من الأطفال في دور الأيتام التابعة للدولة.

تم سرد قائمة صادمة من الألم والخسارة أمام لجنة مكونة من ثمانية أشخاص برئاسة محامي حقوق الإنسان البارز السير جيفري نيس كيو سي، نائب المدعي العام في محاكمة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش بشأن جرائم الحرب في لاهاي، الذين استمعوا معاً إلى الأدلة من أجل تقييم ما إذا كانت جمهورية الصين الشعبية قد شرعت في حملة تهدف إلى تدمير شعب الأويغور كلياً أو جزئياً ووجودهم كمجموعة عرقية وقومية وإثنية. وستلي هذه الجلسة التي استمر أربعة أيام جلسة أخرى في سبتمبر ومن المتوقع صدور الحكم في ديسمبر.

ومن بين ثلاثمائة إفادة شاهد تمت مراجعتها، تم اختيار أربعين شاهداً، شهد منهم أربعة وعشرون خلال هذه الجلسة. تم الاتصال بأكثر من خمسين خبيراً وأدلى أربعة عشر بشهاداتهم على مدار الأيام الأربعة. وقد عرضت حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا المساعدة، لكن على الرغم من المحاولات الأربع للإتصال بجمهورية الصين الشعبية ، تواصل بكين التنديد بالإجراءات بإعتبارها “غير قانونية” و “استفزاز خطير لـ 25 مليون فرد من المجموعات العرقية في تركستان الشرقية”.

على الرغم من احتجاجات بكين بالبراءة، تحدث الشهود بإتفاق واحد من غرف التعذيب التي تحتوي على أدوات شريرة، وما يسمى بـ “كراسي النمر” التي كانوا مقيدين بها، و “غرف المياه” حيث تم إجبارهم على الوقوف مكبلين حتى أعناقهم في سائل متجمد. مع إنهيار أجسادهم كلها في عذاب. وقد تعرضت فتاة شابة، بعد أن أُجبرت على الإعتراف بإرتكاب “جرائم” زائفة، للإغتصاب المتكرر من قبل حراس السجن أمام مائة من السجناء الذين تم إجبارهم على المشاهدة. وتم أخذ الذين رفضوا للعقاب. تم أخذ الفتيات الصغيرات في الليل من أجل الإشباع الجنسي لحراس المعسكر وإعادتهن بعد تعرضهن للضرب والدماء والكسر، ووفقاً لأحد المعلمين في المعسكر، تم تخصيص أخريات للحقن المميتة وحصاد الأعضاء. كلهم بلا إستثناء تم تجويعهم وإهانتهم.

على الرغم من عدم وجود سلطة أو تشريع رسمي، تم إنشاء “محكمة الشعب” لمعالجة الفظائع التي ظهرت في تركستان الشرقية منذ أن تولى تشين تشوانغو منصب الحاكم. إن حق الفيتو التي تتمتع به الصين في الأمم المتحدة تمكن بكين من التملص من المساءلة، مما يجعل المحاكم الدولية عاجزة في مواجهة القوة العظمى. وقد تصاعدت نطاق إنتهاكات حقوق الإنسان المزعومة منذ عام 2016، بما في ذلك الإعتقالات الجماعية خارج نطاق القضاء والمراقبة الأورويلية التي جعلت المقاطعة سجناً مفتوحاً افتراضياً. وقد طلب ​​دولقون عيسى رئيس المؤتمر العالمي للأويغور من المحكمة آملاً أن يتم تنبيه الرأي العالمي إلى الأزمة في وطنه ودفعها إلى العمل.

وقد قوبلت إجراءات المحكمة، التي سبق وان وافقت عليها جمهورية الصين الشعبية، بفيض من الإدانة والإزدراء في الأسبوع الذي سبق الحدث. مع بدء الإجراءات، شنت بكين مرة أخرى هجوماً على السير جيفري متهمة إياه بـ “الحط من قدر نفسه وتدمير مصداقيته وأخلاقه أمام العالم”. لم يردع هذا كيو سي حيث تم إفتتاح اليوم الأول مع تأكيد لجمهورية الصين الشعبية بأن لا هجمات المحكمة ولا عقوباتها ستُعقد ضد أعضائها، وضمن أن حكم المحكمة سيكون على أساس الأدلة فقط. حتى الآن لم يرد أي رد مباشر من الصين، لكن السير جيفري أكد أن الباب سيبقى مفتوحاً.

في ملاحظاته الإفتتاحية، قال السير جيفري إن الإدعاءات الموجهة ضد جمهورية الصين الشعبية كانت “خطيرة” على أساس انتهاكاتها العديدة لإعلان عام 1948 لحقوق الإنسان. وقال: “الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية خطيرة”، معرباً عن أسفه لأن الإتهامات بالإبادة الجماعية حتى الآن “سقطت على أرض قاحلة” على الرغم من الإلتزام في إتفاقية الإبادة الجماعية بحظر ومنع ومعاقبة مرتكبي أي من هذه الجرائم.

وقال إن محكمة الشعب تملأ فراغاً عندما تتقاعس الحكومات عن آداء واجبها والتصرف، “إذا كان للمواطنين أن يثقوا في أن حكومتهم تفي بواجبات مهمة للغاية فيجب عليها أن تؤديها”.

سافر الشهود من أمريكا والسويد والنرويج وألمانيا للإدلاء بشهادتهم شخصياً، بينما أدلى آخرون بشهاداتهم عن بُعد. وتدفق الغضب والحزن ودموع اليأس، لكن المزاج كان يبعث على الأمل وتوقع بسماع العالم صرخاتهم. أعرب كل واحد منهم عن امتنانه للإستماع إلى قصصهم وأنه يمكن تحقيق العدالة لأن العديد منهم تحدثوا نيابة عن عدد لا يحصى من الآخرين الذين تم إسكات أصواتهم.

قالت قلب النور صديق، معلمة سابقة في المعسكر، بعد الإدلاء بشهادتها: “أنا حرة، لكن جزء مني لا يزال في المعسكرات مع هؤلاء الشباب والشابات الذين ما زالوا هناك يتعرضون لأفظع أشكال التعذيب”. بعد تقديم الأدلة، تحدثت إلى صحيفة بيتر وينتر، وقالت إنها تتحدث نيابة عن كل من تركتهم وراءها والذين ليس لديهم من يتحدث نيابة عنهم. قالت: “كلنا نتحدث نيابة عن شخص ما”. “لا يجب نسيانهم أبداً.”

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/raped-tortured-humiliated-the-uyghur-tribunal-hears-24-witnesses