اضطهاد الحكومة الصينية للأقليات المسلمة: طالبة أويغورية تروي قصتها من تركيا

اضطهاد الحكومة الصينية للأقليات المسلمة: طالبة أويغورية تروي قصتها من تركيا

المصدر: تركستان تايمز

أتيت إلى تركيا بجواز سفر صيني قانوني؛ لماذا عاقبوا عائلتي؟

تم نشر الترجمة بتاريخ 26 سبتمبر

أُخفيت هوية كاتب هذه القصة لدواعي أمنية

شهد إقليم شينجيانغ “تركستان الشرقية” الواقع في شمال غرب الصين ارتفاعًا كبيرًا في اعتقال مواطنيه من الأقليات العرقية، بما في ذلك الأويغور والكازاخستانيون والقيرغيزيون والهُوي وذلك منذ عام 2017.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، إلى أنه يوجد أكثر من مليون شخص من العرق الأويغوري والأقليات المسلمة الأخرى محتجزين في معسكرات الاعتقال، والتي تُطلق عليها الحكومة الصينية “مراكز التدريب المهني”.

غير أنه من الصعب تقييم تلك الأرقام؛ نظرًا لتكتم الحكومة الصينية حول هذه المعسكرات، ولكن تقدر المصادر بأن المئات من الأشخاص قد لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز.

وقد وردت العديد من البلاغات حول أنماط أخرى من الاضطهاد في الأقليم مثل: حظر الشعائر الدينية وفرض القيود على حرية التنقل أو استخدام لغات الأقليات العرقية.

مما دفع العديد من شباب الأويغور إلى مغادرة الصين، قاصدين في المقام الأول أوروبا والشرق الأوسط.

أجرى محرروا موقع الأصوات العالمية مقابلة مع فاضلة عبد الرشيد، البالغة من العمر 23 عامًا من مدينة أرتوش الواقعة في إقليم شينجيانغ الغربي، التي أنهت المرحلة الأولى من دراستها في عام 2015 وتقدمت بطلب للحصول على منحة دراسية في تركيا العام نفسه، وهي تدرس الآن علم اللاهوت الإسلامي (الشريعة الإسلامية) في جامعة أولوداغ بمدينة بورصا غرب تركيا.

قد أجريت هذه المقابلة خلال الهاتف باللغة الإنجليزية وحُررت بغرض الإيجاز.

صورة شخصية لفاضلة عبد الرشيد، صورة مستخدمة بعد الموافقة

قد أجريت هذه المقابلة خلال الهاتف باللغة الإنجليزية وحُررت بغرض الإيجاز.

الأصوات العالمية (أ.ع.): كانت الأمور على ما يرام مع عائلتك عندما غادرتي البلاد متجهة إلى تركيا في عام 2015، فماذا حدث منذ ذلك الحين؟

ترجمة
النص الأصلي
فاضلة عبد الرشيد (ف.ع.): كنت أزور منزلي مرة كل عام، آخرها كانت في يناير/ كانون الثاني2017، حيث قضيت أسبوعين مع عائلتي قبل رجوعي إلى تركيا، وقد انضمت إليَّ عمتي حيث قد خططت لقضاء بعض الوقت معي قبل عودتها إلى شينجيانغ، ولكن في مايو/ أيار2017، اتصل بنا أبي ليأمرنا بعدم العودة إلى شينجيانغ دون ذكر أية مبررات، عندها انتابنا الذعر واضطُرت عمتي للبقاء معي بتركيا. في أغسطس/ آب من نفس العام، أرسل لي أخي بعض النقود لتغطية تكاليف معيشة عمتي، وبعدها فقدت الاتصال به، وفي نهاية الأمر، وصلتي رسالة من جدتي في شهر أكتوبر / تشرين الأول 2017 تخبرني فيها بأنه قد أُلقي القبض على أخي رضاء الدين عبد الرشيد وحكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة لإرساله النقود إلينا. يبلغ أخي من العمر 32 عاما ولديه طفلين، أحدهما طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام، والآخر طفل يبلغ من العمر سبعة أعوام. لقد أصابنا الذعر لسماع تلك الأخبار، عندها فقدت الاتصال بإخوتي الذين محوني من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ولم يردوا على مكالماتي.
(أ.ع.): لقد كان والدك عبد الرشيد هوشور حاجي رجل أعمال ناجحًا في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ؛ فماذا حدث له؟

ترجمة
النص الأصلي

(ف.ع.): كان بإمكاني التواصل مع أبي عبر تطبيق وي تشات (WeChat) مرة كل ثلاثة أشهر وذلك حتى شهر مايو/ أيار 2018، إلا أنني لم أستطع بعدها التواصل معه مجددًا لأعلم بعدها أنه أرسل إلى معسكر الاعتقال. في شهر يونيو/ حزيران 2020 تلقيت أخبارًا حول أبي البالغ من العمر 64 عاما مفادُها أنه حكم عليه بالسجن مدة 17 سنة. نظرًا لتلقي تلك الأخبار بطريقة غير مباشرة؛ فلا أعلم الكثير حول ذلك الحكم. أنا أعلم جيدًا أن أبي مواطن صالح يلتزم بالقوانين، لذلك اعتقد أنه استُهدف نظرًا لتواجدي أنا وأحد أعمامي بتركيا.
(أ.ع.):  هل هناك أفراد آخرون من عائلتك خلف القضبان عدا أبيك وأخيك؟

ترجمة

النص الأصلي

(ف.ع.): نعم، بلغني أنه قد حُكم أيضًا بالسجن لمدة 20 سنة على كل من عمي أبليميت هوشور هاليس حاجي، وهو رجل أعمال شهير بأعماله الخيرية، وزوج عمتي شانشيدين حاجي وهو أخصائي أورام في مستشفى الأورام بمدينة أورومتشي وذلك في يونيو/حزيران 2020. كما حُكم بالسجن 20 عامًا على أمين حاجي شقيق شانشيدين حاجي، الذي يرأس شركة إنشاءات كبرى، وحُكم أيضًا على أخته نورغول رحمة الله بالسجن 15 عامًا، كما أن أديلجان نجل أمين حاجي في السجن أيضًا، ولا أعرف إلى متى سيمكث فيه. بالإضافة إلى اختفاء شقيق والدي الأصغر أحمدجان حاجي محمد قبل ثلاث سنوات، فقد جاء لزيارتنا في تركيا في فبراير/ شباط 2017  حيث اعتقلته السلطات فور عودته إلى الصين، ولا أعرف أي معلومات أخرى عنه. مر على احتجاز زوج أختي أدلجان أمين ثلاث سنوات حتى الآن، وكذلك اعتٌقلت أختي مقدس عبد الرشيد أيضًا في عام 2018، لكن أُطلق سراحها فيما بعد إذ كانت حاملاً. كذلك اعتُقل ابن عم والدي أمر الله عبد السامي وهو رجل أعمال منذ ثلاث سنوات مضت ولا أدري ماذا حدث له، ولديه أربعة أطفال، حُكم على أكبرهم وهو إيلجان أمر الله البالغ من العمر 23 عامًا أيضا بالسجن لمدة ثماني سنوات؛ ربما لأجل دراسة القرآن، وقد وقع نفس الشيء لنجل آخر من أبناء عمومة أبي وهو إلهام خير الله والذي اعتقل قبل خمس سنوات بتهمة دراسة القرآن. اعتادت عائلتي العمل بالتجارة في الصين لفترة طويلة، حيث كانوا يديرون مطعمًا له ثلاثة أفرع في مدينة أورومتشي يُدعى ميراج، وقد أغلقته السلطات بدعوى الترويج للهوية الثقافية الأويغورية، كما اعتُقل شركاء والدي في العمل أيضًا خلال هذه العملية.

بقلم Guest Contributor

ترجمة شيماء محروس