اختفاء عائلة مسلمة بعد إخراجها بالقوة من السفارة البلجيكية في الصين

اختفاء عائلة مسلمة بعد إخراجها بالقوة من السفارة البلجيكية في الصين

Turkistantimes, 05.07.2019

الأب عبد الحميد تورسان مع اثنين من أبنائه (نيويورك تايمز)

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»
كشفت تقارير صحافية أن الشرطة الصينية أخرجت عائلة مسلمة بالقوة من السفارة البلجيكية في بكين، بعد أن دخلوا السفارة للحصول على تأشيرات، وقد اختفت هذه العائلة بعد ذلك «في ظروف غامضة».

وبحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية، فإن هذه العائلة تتكون من سيدة وأطفالها الأربعة، الذين ينتمون إلى أقلية الإيغور المسلمة، وقد أثار اختفاؤهم مخاوف من أنهم أصبحوا ضمن نحو مليون شخص من أقلية الإيغور وغيرها من الأقليات المسلمة محتجزين في معسكرات الاعتقال في منطقة شينجيانغ الصينية المضطربة.

وزوج السيدة، الذي يدعى عبد الحميد تورسان، هو لاجئ سياسي في بلجيكا، وقد سافرت زوجته، هوريات أبولا، وأبناؤه إلى بكين في نهاية شهر مايو (أيار) الماضي لإكمال بعض الأوراق التي تمكنهم من الحصول على تأشيرات للم شمل الأسرة.

وقال تورسان إنه لم يسمع أخبارا عن عائلته منذ 31 مايو، بعد أيام قليلة من إخراجهم بالقوة من السفارة على يد الشرطة الصينية؛ حيث رفضوا الخروج منها بعد أن تم إخبارهم أن الحصول على التأشيرات سيستغرق ثلاثة أشهر على الأقل.

وقال متحدث باسم السفارة البلجيكية إن السفارة عرضت على أبولا مرافقتها هي وأطفالها إلى مكان إقامتهم بالفندق، إلا أنهم رفضوا مغادرة السفارة «كنوع من الاعتصام».

وأضاف المتحدث: «قامت الشرطة الصينية باصطحابهم في النهاية».

وقال تورسان: «أنا قلق جدا على سلامتهم»، مشيرا إلى أن الشرطة الصينية كانت قد زارت الفندق الذي كانت تقيم فيه عائلته عدة مرات منذ وصولهم إلى بكين.

ومن المتوقع أن يسافر دبلوماسي بلجيكي إلى منطقة شينغيانغ في محاولة للتوصل إلى مكان وجود المرأة وأطفالها.

وعلق ديدييه رايندرز، وزير الخارجية البلجيكي على الواقعة قائلا: «السفارة ليست مخصصة (لإيواء الأشخاص) الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات»، لكنه أضاف: «ما يهمني هنا هو أننا يمكن أن نجمع شمل الأسرة».

من جهته، قال باتريك بون، الباحث الصيني في منظمة العفو الدولية: «السفارة البلجيكية مثال سيئ للغاية على كيفية تغليب الحكومات للمصالح الاقتصادية على حقوق الإنسان».

ولم تستجب وزارة الخارجية الصينية وحكومة شينغيانغ على الفور لطلبات التعليق.

والإيغور مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويشكلون نحو 45 في المائة من سكان شينغيانغ.

ويتهم الإيغور السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم، وقد قال تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في سبتمبر (أيلول) 2017 نقلا عن مصادر إيغورية بالمنفى إن السلطات الصينية أمرت الإيغور بتسليم جميع المصاحف وسجاجيد الصلاة وغيرهما من المتعلقات الدينية، وإلا فسيواجهون «عقوبة».

جاء ذلك ضمن قيود جديدة في إقليم شينغيانغ في إطار ما وصفته بكين بحملة ضد التطرف. وشملت الإجراءات منع إطلاق اللحى وارتداء النقاب في الأماكن العامة ومعاقبة من يرفض مشاهدة التلفزيون الرسمي.

https://aawsat.com