إندونيسيا ترحل 4 لاجئين من الأويغور إلى الصين

إندونيسيا ترحل 4 لاجئين من الأويغور إلى الصين

المصدر: تركستان تايمز

كشف خبيران في مكافحة الإرهاب لصحيفة بينار نيوز  BenarNews يوم الجمعة إنه تم ترحيل أربعة مسلمين من الأويغور الذين أدينوا في عام 2015 بجرائم تتعلق بالإرهاب في إندونيسيا الشهر الماضي بعد أن دفعت الحكومة الصينية الغرامات المفروضة عليهم.

وعندما سُئل الخبيران عن مكان إرسالهما، أكدا أنه تم ترحيل الرجال الأربعة إلى الصين، حيث يُعتقد أن السلطات احتجزت ما يصل إلى 1.8 مليون أويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في شبكة من معسكرات الإعتقال كجزء من حملة إعتقال خارج نطاق القانون بدأت في أوائل عام 2017.

وقال ديكا أنور، الباحث في معهد تحليل سياسات الصراع (إيباك) (IPAC)، لـبينار نيوز: تم ترحيلهم في سبتمبر ودفعت الحكومة الصينية الغرامات.

وحكم على الأربعة – أحمد محمود، وألتنسي بيرم، وأحمد بوزوغلان، وعبد الباسط توزر – بالسجن ست سنوات وغرامة قدرها 100 مليون روبية (6812 دولار أمريكي) من قبل محكمة في جاكرتا بعد إدانتهم بدخول البلاد بإستخدام جوازات سفر مزورة ومحاولة الإنضمام إلى جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا المسلحة المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية MIT.

وقال محمد توفيق الرحمن، وهو باحث كبير فى مركز دراسات مكافحة التطرف PAKAR، إن الرجال الأربعة قد أعيدوا الى الصين بعد أن نقلهم ضباط الهجرة إلى مركز احتجاز من نوسا كامبانجان، وهو مجمع سجون جزيرة قبالة جاوا، يوم 17 سبتمبر2020.

وقال توفيق الرحمن لبينار نيوز: جاء ضباط الهجرة إلى نوسا كامبانجان برسالة لإصطحابهم، قائلين إنه سيتم نقلهم إلى مركز إحتجاز المهاجرين. كما أكد المعلومات التى تفيد بأن السلطات الصينية دفعت غرامات رجال الأويغور.

وفى يوم الجمعة إتصلت بينار نيوز بالسفارة الصينية فى جاكرتا للتعليق على ترحيل الرجال الأربعة، لكن المسئولين هناك لم يردوا على الفور.

وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية تيوكو فايزازياه إنه ليس لديه معلومات عن هذه المسألة وطلب من بينار نيوز الإتصال بوزارة القانون وحقوق الإنسان.

وقال راينهارد سيليتونجا، المدير العام للإصلاحيات في وزارة القانون وحقوق الإنسان، لبينار نيوز إنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كان الرجال الأربعة قد تم ترحيلهم. ولم يتسن الإتصال على الفور بمسؤولين في دائرة الهجرة للتأكد من طرد الأويغور.

المراكز المهنية

وأضاف توفيق الرحمن من منظمة باكار إن إندونيسيا نفذت ترحيل الرجال الأربعة سرا لأن الكثيرين فى أكثر الدول ذات الأغلبية المسلمة فى العالم ينتقدون سوء معاملة الصين للأويغور الذين يعيشون كأغلبية فى منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية).

وقال توفيق الرحمن: سيتم انتقاد الحكومة الإندونيسية بشدة ووصمها بالتواطؤ في قمع الحكومة الصينية للمسلمين الأويغور، إذا تم الإعلان عن ترحيل الأويغور الأربعة.

وذكر تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية ومقره الولايات المتحدة فى يونيو أن الحكومة الصينية سجنت منذ أكثر من ثلاث سنوات مئات الآلاف من الأويغور فى معسكرات الإعتقال وأخضعت من لم يتم إحتجازهم لمراقبة مكثفة وقيود دينية وتعقيم قسري.

وقد نفى المسؤولون الصينيون مراراً هذه الإدعاءات قائلين إن المعسكرات هى مراكز للتدريب المهنى وأن الآلاف من مسلمى الأويغور الذين تم القبض عليهم لهم علاقة بالتطرف.

 

وأبلغت بينار نيوز عثمان حامد، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في إندونيسيا، بتأكيد ديكا وتوفيق الرحمن أن إندونيسيا قد رحلت الأويغور الأربعة الذين كانوا في السجن بتهم تتعلق بالإرهاب. وقال عثمان إنه يتعين على الحكومة الإندونيسية تقديم تفسير حول مصير الأويغور الأربعة.

وقال عثمان: إنه يتعين على الحكومة الإندونيسية أن تقدم على الفور بياناً رسمياً حول حقيقة التقرير بشأن ترحيل الأويغور الأربعة.

إن ترحيلهم إلى دولة يمكن أن يتم تعريضهم لخطر حقيقي لإنتهاكات حقوق الإنسان هو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي. ونحن ندرك أن حالة الوباء تفرض تحديات على الحكومة، لكن ترحيل الأجانب المعرضين لخطر التعرض لإنتهاكات حقوق الإنسان ليس حلاً.

وكانت إندونيسيا قد رفضت منذ أربع سنوات طلباً من الحكومة الصينية بمبادلة مصرفي إندونيسى هارب تم القبض عليه فى الصين بالسجناء الأويغور الأربعة الذين يقضون عقوبات تتعلق بالإرهاب.

وأخبرت إندونيسيا الصين أن تبادل الأسرى غير ممكن لأن الإتهامات الموجهة إلى الأويغور الأربعة تختلف عن التهم الموجهة إلى المصرفي الأندونيسي.

وفي ذلك الوقت، قال مسؤول إندونيسي طلب عدم ذكر إسمه إن إندونيسيا ستواجه ضغوطاً دولية إذا وافقت على ترحيل سجناء الأويغور إلى الصين.

إعادة الأويغور إلى الصين هو قتلهم. وعلى الأرجح، فإن الحكومة الصينية ستنفذ حكم الإعدام على الفور.

وفي السنوات التي تلت ذلك، واجهت الحكومة الإندونيسية إنتقادات في الداخل والخارج لسكوتها على سوء معاملة الأويغور في منطقة شينجيانغ.

وأضافت منظمة هيومن رايتس ووتش في شهر يناير: لقد أظهرت إندونيسيا – التي لعبت دوراً إيجابياً في أزمة اللاجئين الروهينغا – إلتزامها بتعزيز الحقوق في أماكن أخرى من المنطقة. يجب ألا تفعل أقل من ذلك بالنسبة لمسلمي الصين.

وفى ديسمبر الماضي خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع فى إندونيسيا وماليزيا إحتجاجا على معاملة الصين للمسلمين الأويغور.

وقال متظاهر يبلغ من العمر 48 عاماً لصحيفة بينار نيوز خلال مظاهرة أمام السفارة الصينية فى جاكرتا إن الحكومة الإندونيسية يجب ألا تلتزم الصمت ازاء المعاناة هناك، لأنه وفقاً لدستورنا يجب إنهاء الإحتلال والقمع.

وقبل أيام من الإحتجاج، قال مولدوكو، رئيس مكتب الرئيس جوكو ويدودو، إن إندونيسيا لن تتدخل في الشؤون الداخلية الصينية عندما سئل عن سبب عدم تدخل الحكومة في قضية الأويغور.

قال مولدوكو: لكل بلد سيادته الخاصة به لتنظيم مواطنيه. ولن تتدخل الحكومة الإندونيسية في الشئون الداخلية للصين.

 

وجاءت تصريحاته بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن بكين شنت حملة منسقة لإقناع السلطات الدينية والصحفيين الإندونيسيين بأن معسكرات شينجيانغ “جهد حسن النية” لتوفير التدريب على العمل.

جاليات المغتربين في تركيا، ودول أخرى

فر آلاف الأويغور من الصين منذ بدء اضطهادهم في عام 2012، وشقوا طريقهم إلى تركيا وبلدان أخرى.

وقال ديكا من معهد إيباك إنه بين عامي 2014 و2016، دخل ما لا يقل عن 13 من الأويغور إندونيسيا بشكل غير قانوني عبر ماليزيا وانضموا إلى الجماعات المتطرفة.

وأخبر ديكا إنهم غادروا الصين، عبر الحدود مع لاوس، إلى تايلاند، ثم واصلوا رحلتهم للإنضمام إلى آلاف طالبي اللجوء الأويغور في ماليزيا.

في ماليزيا، حصلوا على المساعدة لتزوير وثائق حتى يتمكنوا من الذهاب إلى تركيا. ومع ذلك، تم ترحيل العديد من أولئك الذين وصلوا إلى تركيا في نهاية المطاف إلى كوالالمبور. ثم عبر بعضهم الى باتام عبر جوهور، مشيراً إلى جزيرة إندونيسية بالقرب من سنغافورة.

وأضافت: في باتام، تم القبض عليهم من قبل شبكة بحرون نعيم، في إشارة إلى مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية من إندونيسيا توفي في سوريا في عام 2018.

قال القاضي الذي قاد لجنة من الحقوقيين أدانت الرجال أن الأويغور الأربعة الذين أدينوا في عام 2015 إلى إندونيسيا جاءوا بنية الإنضمام إلى جماعة MIT المتشددة والقيام بأعمال “إرهابية”.

وفي حين دافع محامي الأويغور بأنهم مواطنون أتراك يقضون عطلتهم في إندونيسيا، قال محامو الحكومة إن الرجال كانوا يحملون جوازات سفر تركية مزورة وكانوا في طريقهم للقاء الإرهابي الأكثر طلباً في إندونيسيا في ذلك الوقت، سانتوسو، عندما تم القبض عليهم في سولاويزي الوسطى في سبتمبر 2014، وقُتل سانتوسو على أيدي قوات الأمن في يوليو 2016.

 

ترجمة/ رضوى عادل

 

https://www.benarnews.org/english/news/indonesian/id-uyghur-10232020154957.html?fbclid=IwAR1Ie1mFWvGI9qWi6Kcfmgnkjqug6zxeTlAP6Jhskv2EN-iSpU0k5RR83i4