إطلاق النار على أويغوري كان جاسوساً سابقا للصين من قبل مجهول في تركيا

إطلاق النار على أويغوري كان جاسوساً سابقا للصين من قبل مجهول في تركيا

المصدر: تركستان تايمز

قال الأويغوري لإذاعة آسيا الحرة يوم الثلاثاء من سرير المستشفى حيث يتعافى في حالة مستقرة، إنه تم إجباره على التجسس على أفراد جماعته العرقية من الأويغور الذين يعيشون في المنفى في تركيا لصالح الحكومة الصينية، وقد أطلق عليه النار من قبل مهاجم مجهول يعتقد إنه عميل صيني.

وقد تعرض يوسف جان أحمد لهجوم من قبل رجل مجهول بينما كان يدخل منزل أحد أصدقائه في إسطنبول حوالي الساعة 11:00 مساء يوم الإثنين، مما أدى إلى إصابته بطلقات نارية في الكتف والظهر.

وقال أحمد، الذي قال في فبراير من العام الماضي لإذاعة آسيا الحرة إنه أُجبر على التجسس على الأويغور في تركيا ودول أخرى منذ عام 2012 من قبل السلطات الصينية بعد أن احتجزت وعذبت والدته في وطنه شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الأويغور (تركستان الشرقية)، وقال إنه يعتقد أن هجوم يوم الإثنين كان محاولة إغتيال بأمر من بكين.

وقال لإذاعة آسيا الحرة RFA ليس لدي أعداء من الأويغور، لقد كنت هدفاً لمحاولة إغتيال من قبل الصين.

وقال أحمد إنه لاحظ أن الرجل يتصرف بغرابة، يحدق فيه وإلى صديقه بينما يسرع ذهاباً وإياباً، وأنه بدا مألوفا، على الرغم من أن أحمد لم يقابله أو يراه من قبل.

وقال: شعرت أن شيئاً مريباً جداً يحصل وقلت لصديقي: سيحدث لنا شيء ما اليوم.

ولحماية زوجة صديقه وأطفاله، قال أحمد إنه أمره بالبقاء في المنزل معهم أثناء ذهابه إلى المتجر للحصول على بعض الأشياء.

ةقال: عندما عدت من المتجر، رأيت المهاجم يقف في زقاق يمكنك إستخدامه للنزول إلى الطريق القريب من مدخل صديقي.

وأضاف أحمد إنه اقترب من الرجل واستقبله، وسأله عما إذا كانت لديه أي مشكلة يمكنه مساعدته لأنه كان يحدق فيه.

وقال أحمد: قال إنه ينتظر شقيقه الذى لم يظهر خلال الساعتين الماضيتين .

وأضاف: لقد فوجئت، لا أحد يحتاج إلى الإنتظار لمدة ساعتين لأن الجميع لديه هاتف محمول في هذه الأيام. سألته من أين هو قال دون تفكير أنه أذربيجاني. زاد شكي حيث … يعيش عدد قليل جداً من الأذربيجانيين في هذا الحي.

وقال أحمد إنه دخل منزل صديقه وكرر مخاوفه بشأن الرجل المشتبه فيه.

بعد 90 دقيقة، رن جرس الباب وفتحت زوجة صديق أحمد باب المبنى عن بعد. جاء الرجل إلى الطابق الثالث، حيث كانت شقة صديق أحمد.

قال أحمد: فوجئت، وقال :في وقت سابق، عرض علي أحدهم المساعدة، فأتيت. عندما كنت أسير إلى الباب، نزل إلى الطابق السفلي. أظن أنه ذهب إلى الأمام للإستعداد. فتحت باب المدخل ورأيت أنه يحمل مسدساً على أهبة الإستعداد. أطلق النار عليّ، لكن بطريقة ما أخطأت الرصاصة الأولى، وإلا لكانت أصابت رأسي. بدلاً من ذلك، أصابت كتفي.

وقال أحمد: أنّه أحس بدوار من قوة الرصاصة وغطّى رأسه ظنّاً أنّ القاتل المحتمل سيصوب إلى رأسه بعد ذلك. غير أن الرجل أطلق النار مرتين على كتف أحمد، فأسقطه أرضا.

قال: ركض صديقي وهو قلق من أن شيئاً ما قد يكون حدث لي وطارد الرجل، لكنه عاد لأنني كنت على الأرض.

لم يستطع أن يُمسك دموعه قائلاً: صديقي العزيز، ماذا حدث لك؟ لم يكن عليك الخروج.

قال أحمد إنه تبع الرجل لأنه لم يكن يريد منه الدخول إلى الشقة. وقال إنه غير متأكد مما إذا كان يحمل سكيناً، لكنه لم يشك أبداً في إنه يحمل مسدساً.

وقال إنه أطلق الطلقات من مسافة قريبة، ولو كنت قد اتخذت خطوة أخرى، لكان بإمكاني القبض عليه.

كما أكد أحمد أن مهاجمه هو نفس الرجل الأذربيجاني الذي تحدث إليه خارج المبنى السكني في وقت سابق.

 

يوسف جان أحمد يتعافى في سريره في المستشفى في إسطنبول، 3 نوفمبر، 2020. إذاعة آسيا الحرة  RFA

تقديم المعلومات

وقال أحمد لقناة الجزيرة العام الماضي إن دوره كجاسوس صيني كان تقديم المعلومات للمسؤولين عن الأويغور في المنفى، بما في ذلك أكلهم وشربهم، وحتى ما فعلوه على إنفراد في منازلهم. وأضاف أن المعلومات تُنقل بعد ذلك إلى السلطات الصينية.

 

وزعم العميل، الذي قال إنه تم إرساله أيضاً للتحقق من جماعته في أفغانستان وباكستان، وأن بكين تحتفظ بمخبرين لا حصر لهم في جميع أنحاء العالم كجزء من نظام المراقبة العالمي المتنامي.

كما أشار إلى أن الصين تزداد جرأة في عملياتها الخارجية، حيث يقوم العملاء بإختطاف الأويغور في الخارج وعند إعادتهم إلى الصين، يتم وضعهم بشكل روتيني في شبكة معسكرات الإعتقال الواسعة في منطقة شينجيانغ، حيث يُعتقد أن السلطات في المنطقة تحتجز ما يصل إلى 1.8 مليون أويغور وأقليات مسلمة أخرى منذ أوائل عام 2017.

إعتباراً من أكتوبر 2018، اعترفت بكين بوجود المعسكرات، لكنها وصفتها بأنها “مراكز مهنية” تطوعية، على الرغم من تقارير وكالة آسيا الحرة التي وجدت أن المعتقلين يتم إحتجازهم ضد إرادتهم في الغالب في ظروف سيئة، حيث يُجبرون على تحمل المعاملة اللاإنسانية والتلقين السياسي.

وقال أحمد لقناة الجزيرة إنه هو نفسه أمضى 18 شهراً في مركز إحتجاز بعد إعتقاله لمحاولته السفر جواً إلى الشرق الأوسط للإنضمام إلى المقاتلين المسلمين. قال إنه تم تجنيده أثناء قضائه مدة عقوبته، وتكليفه بوظيفة كعامل نظافة في السجن، حيث شاهد تعذيباً وحشياً أثناء الإستجواب.

وبعد أن تحدث إلى وسائل الإعلام عن دوره كجاسوس، انتقل أحمد، وهو من مدينة قاراماي في منطقة شيتجيانغ، إلى بلدة زونجولداق التركية، لأن عدداً قليلاً من الأويغور يعيشون هناك، مما يجعل من الصعب على السلطات الصينية إجباره على مراقبة شعب بأكمله.

وقبل عامين، تقدم بطلب للحصول على اللجوء السياسي في مكتب الأمم المتحدة في تركيا، ومنذ ذلك الحين ينتظر من بلد ثالث أن يقبله.

 

يوسف جان أحمد يتحدث مع إذاعة آسيا الحرة من سريره في المستشفى في إسطنبول ، 3 نوفمبر ، 2020

مواجهة القصاص

وفي العام الماضي، قال إنه كان يعرف أنه قد يواجه القصاص بسبب حديثه عن الإضطهاد الذي يواجهه الأويغور في الوطن، ولكن لم يتبق له ما يخسره، حيث تم إرسال معظم أفراد عائلته إلى المعتقل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنشطته الخاصة.

وقد أخبر إذاعة آسيا الحرة يوم الثلاثاء إنه تعرض للعديد من التهديدات أثناء عمله في محطة وقود في زونجولداك، من الأشخاص الذين اقتربوا منه من وراء ظهره عندما أنهى مناوبته في الساعة 12:00 صباحاً، قائلاً إنهم “يعرفون كل شيء عني وما هي الأنشطة التي أقوم بها”، لكنه لن يواجههم أبداً. وأضاف “كانوا من الأويغور والصينيين أيضاً”.

وقال ” إنهم صينيون يعملون ويذهبون إلى المدرسة فى زونغولداك . لم أستدير أبداً وأتحدث إليهم لأنني كنت قلقاً من أن يأتيني خطر ما”.

وقال أحمد إنه في بعض الحالات، كان يهددونه إنه “خالف إلتزامه” وخان السلطات الصينية.

إلا إنه قال إنه لا توجد فرصة أن يكون أحد الأويغور قد حاول محاسبته على أنشطته التجسسية فى الهجوم الذى وقع يوم الإثنين .

وقال ” إن هذا بالتأكيد ليس تهديداً جاء من الأويغور، لأننى أويغور، وعندما يحين الوقت، سنذهب إلى وطننا يداً بيد. وأضاف  جاء هذا من الصينيين الذين يمكنهم بسهولة إستخدام عملائهم في تركيا”.

وقال ممثل عن الشرطة التركية لوكالة آسيا الحرة إن قضية أحمد هي “تحقيق مستمر ولا يمكننا تزويدكم بأي معلومات”.

ورفض الأطباء العاملون فى مستشفى أحمد التعليق على إصابته يوم الثلاثاء .

التقرير من قبل شهرت هوشور لإذاعة آسيا الحرة لخدمة الاويغور RFA. ترجمة ماماتجان جمعة. كتبه باللغة الإنجليزية جوشوا ليبز.

ترجمة/ رضوى عادل

 

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/spy-11032020175523.html