أكد ناشط أويغوري بارز وفاة إبنة شقيقته في معسكر الإعتقال في تركستان الشرقية

أكد ناشط أويغوري بارز وفاة إبنة شقيقته في معسكر الإعتقال في تركستان الشرقية

المصدر: تركستان تايمز

تم تأكيد وفاة ابنة أخت الباحث الأويغوري البارز واللغوي في المنفى عبد الولي أيوب أثناء التحقيق معها من قبل شرطة أمن الدولة في محافظة كاشغر في منطقة تركستان الشرقية غرب الصين، وفقاً لمصادر رسمية.

تخرجت ميهراي أركين من جامعة جياو تونغ في شنغهاي وحاصلة على درجة علمية في التكنولوجيا الحيوية النباتية، حيث ذهبت لإكمال درجة الماجستير في جامعة طوكيو قبل أن تصبح باحثة في معهد نارا الياباني للعلوم والتكنولوجيا، عادت إلى تركستان الشرقية في أغسطس 2019 بعد أن قامت السلطات في كاشغر بالضغط على والديها من أجل عودتها إلى وطنها.

أفادت إذاعة آسيا الحرة في أواخر عام 2020، أنه يُعتقد أن ميهراي أركين قد توفيت أثناء إحتجازها في أحد معسكرات الإعتقال في تركستان الشرقية، حيث يُعتقد أن السلطات في المنطقة احتجزت ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى منذ أوائل 2017.

بعد إنكار وجود المعسكرات في البداية، غيرت الصين في عام 2019 مسارها وبدأت في وصف المنشآت بأنها “مراكز تدريب” توفر التدريب المهني للأويغور، وتثبط التطرف، وتساعد في حماية البلاد من الإرهاب.

لكن تقارير إذاعة آسيا الحرة ووسائل الإعلام الأخرى تشير إلى أن المعتقلين في المعسكرات محتجزون ضد إرادتهم ويتعرضون للتلقين السياسي، ويواجهون بشكل روتيني معاملة قاسية على أيدي مراقبيهم ويعانون من سوء التغذية وظروفاً غير صحية في المرافق المكتظة في كثير من الأحيان.

كما وصف معتقلون سابقون تعرضهم للتعذيب والإغتصاب والتعقيم وإنتهاكات أخرى أثناء الإحتجاز.

وقد أقر البرلمانات في كندا وهولندا والمملكة المتحدة وليتوانيا ووزارة الخارجية الأمريكية تصرفات الصين في المنطقة بأنها “إبادة جماعية”، بينما تقول منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إنها تشكل جرائم ضد الإنسانية.

الأسرة مهددة

في حين لم تتوفر سوى تفاصيل قليلة عن وضع ميهراي أركين عندما علمت إذاعة آسيا الحرة بوفاتها في العام الماضي، قام مصدر من مسقط رأسها توقوزاق، في مقاطعة كونا شيهر في كاشغر مؤخراً، بتأكيد التقارير وأخبر أن الشرطة وجهت تهديدات إلى عائلتها منذ ذلك الحين.

 

وقال المصدر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، خوفاً من الإنتقام: توفيت ميهراي في نوفمبر 2020 أثناء إحتجازها، وبعد وفاتها طلبت السلطات الصينية من أفراد أسرتها التزام الصمت حيال ذلك.

وردت تقارير عن وفاتها في 20 ديسمبر في نفس اليوم الذي دفنت فيه تحت مراقبة الشرطة المحلية. وقد شارك في الدفن ثلاثة من أفراد الأسرة.

وفقاً لما ذكره المصدر، أخبرت الشرطة أفراد الأسرة في اليوم التالي لدفن أركين بأنهم إذا تحدثوا عن الوفاة، فسيتم سجنهم بتهمة “إفشاء أسرار الدولة” و “التشهير بالشرطة”.

وأضاف المصدر إن الشرطة المسؤولة عن قضية ميهراي أركين إدعت سبب وفاتها إلى “مرض” أخفته عائلتها عنهم، واستخرجت سجلاً طبياً مزوراً إلى التقرير الرسمي كدليل، قال إنه اطلع على نسخة منه.

وأضاف أيضاً إن الشرطة أجبرت أفراد الأسرة على تسجيل شهادة فيديو يؤكد أن ميهراي أركين عانت من “مرض” و “توفيت في المنزل”، على الرغم من عدم نشر الفيديو لأسباب لا تزال مجهولة.

وأخبر المصدر إن ميهراي أركين توفيت أثناء احتجازها والتحقيق معها من قبل أعضاء مكتب الأمن العام في كاشغر في مركز إحتجاز كاشغر يانبولاق، مما يشير إلى أن وفاتها ربما كانت بسبب التعذيب أثناء لإستجوابها.

تحدثت إذاعة آسيا الحرة مع ضابط الأمن الوطني في توقوزاق الذي قال إنه بينما لم يكن من بين الأشخاص الذين تعاملوا مع قضية ميهراي أركين، فقد أخبره زملاؤه أنها توفيت في مركز إحتجاز يانبولاق. وقال إنه لم يكن على علم بالتاريخ المحدد لوفاتها.

وأكد مسؤول آخر أنها احتُجزت “لبعض الوقت” في مركز الإحتجاز قبل وفاتها.

وقال: كانت محتجزة في منطقة يانبولاق… في محافظة دولتباغ، داخل مدينة كاشغر.

وعندما سُئل عما إذا كانت ميهراي أركين قد اعتُقلت واستُجوبت في يانبولاق، قال المسؤول لإذاعة آسيا الحرة: نعم، كانت كذلك، لكنه لم يتمكن من ذكر تاريخ وفاتها.

 

الإحتجاز كوسيلة ضغط

ينظر الأويغور في المنفى إلى اعتقال ميهراي أركين كجزء من محاولة الحكومة الصينية لممارسة نفوذها على عمها، عبد الولي أيوب، الذي سعى لحماية لغة الأويغور من خلال مبادرات شعبية إستجابة لسياسات الإستيعاب الثقافي في إقليم تركستان الشرقية، والذي انتقل إلى النرويج بعد فراره من المنطقة في أغسطس 2015.

في أغسطس 2014، حُكم على أيوب، الذي سعى إلى إنشاء مدارس “تعتمد على اللغة الأم” للترويج للغة الأويغور، بالسجن لمدة 18 شهراً بتهمة “جمع تبرعات غير قانونية” من قبل محكمة مقاطعة تينغري تاغ في أورومتشي عاصمة إقليم تركستان الشرقية. بعد إحتجازه لمدة عام، تم الإفراج عنه بعد ثلاثة أشهر عندما استأنف شركاؤه قضاياهم.

يقول الأويغور في المنفى إن التهم الموجهة ضد أيوب وشركائه كانت ذات دوافع سياسية، بعد أن حظيت مقالات ومحاضرات عالم اللغة الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة حول الحفاظ على لغة الأويغور في المدارس بتأييد واسع النطاق في مجتمع الأويغور في الصين.

قبل بضعة أشهر من عودتها إلى تركستان الشرقية، حثت ميهرآي أركين عمها مراراً وتكراراً على التوقف عن نشاطه. رداً على ذلك، أشار أيوب إلى أن الطلب “غير طبيعي” بالنسبة لإبنة أخته وتربيتها، وقال إنه من المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لضغط الشرطة الصينية على أفراد الأسرة، بما في ذلك والدة ميهراي إركين.

قال أيوب لإذاعة آسيا الحرة: أعتقد أنهم أجبروا والدتها على قول ذلك، لأنها كانت الوحيدة من عائلتي خارج تركستان الشرقية، لذلك استمرت السلطة في الضغط عليها من خلال والدتها.

ميهراي كانت تحت ضغط كبير في ذلك الوقت.

الورود ستضع علامة على قبري

قال مصدر إذاعة آسيا الحرة من توقوزاق إن ميهراي إركين نقلت أسباب عودتها إلى تركستان الشرقية إلى صديقة عبر رسالة نصية في مطار طوكيو قبل وقت قصير من مغادرتها، قائلة إنها ملزمة أخلاقياً بسداد ديونها لوالديها من خلال البقاء إلى جانبهما.

لكن المصدر أشار إلى أن الأسباب التي قدمتها كان جزءا منها لتهدئة نفسها وهي في حالة من الذعر والتردد.

قالت الرسالة نفسها إنها إذا ماتت، ستشير باقة من الورود إلى قبري، وهو ما اعتبره المصدر أنه يعني أنها كانت تعلم أن حياتها كانت في خطر وتخشى الموت دون دفنها بشكل لائق.

التقرير من قبل شهرت هوشور. ترجمة محمد جان جمعة. كتبه باللغة الإنجليزية جوشوا ليبس.

ترجمة/ رضوى عادل

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/niece-05252021132121.html