هايون ما و آى وى جينيفر تشانج يكتبان .. قلق الصين لما بعد الانسحاب الأمريكى من أفغانستان
المصدر: تركستان تايمز
كما كان متوقعًا، أدى انسحاب القوات الأمريكية من كابول إلى تصعيد الاضطرابات الداخلية فى البلاد، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة المخاوف الأمنية الإقليمية فى البلدان المجاورة مثل الصين، فضلاً عن زيادة مخاوف الولايات المتحدة من إمكانية دخول الصين أفغانستان لسد الفجوة التى خلفتها واشنطن.
وتتعارض الفكرة القائلة بأن خروج الولايات المتحدة من كابول وهزيمتها هناك قد أعقبها دخول الصين وتحقيقها مكاسب فيها مع تحركات بكين الأخيرة فى البلاد، وذلك بالنظر إلى أنه منذ أواخر مايو الماضى حثت السفارة الصينية فى كابول ووزارة الخارجية الصينية رعاياها على مغادرة البلاد عدة مرات.
كما تكشف الانتقادات الصينية للانسحاب العسكرى الأمريكى المفاجئ من أفغانستان، والتى تم التعبير عنها على لسان السفير الصينى لدى الأمم المتحدة، تشانج جون، ووزير الخارجية وانج يى، عن مدى عمق وجهة نظر الصين بأن استمرار الوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان كان سيساعد على تأمين مصالح بكين هناك.
وكانت بكين قد قامت، خلال المهمة العسكرية الأمريكية فى كابول، بتوقيع اتفاقيات استثمارية كبيرة مع الحكومة الأفغانية، لكن قرار الولايات المتحدة بسحب جميع قواتها العسكرية من البلاد أدى إلى شن هجمات تفجيرية فى جميع أنحاء البلاد، وهو ما أجبر بكين على إعادة رعاياها إلى الوطن، وتحجيم وجودها بسبب تدهور الوضع الأمنى.
فقد أثارت الحملة الهجومية الشرسة التى قادتها حركة طالبان فى منطقة الحدود الأفغانية- الصينية فى ولاية بدخشان، والتى نتج عنها تقدم الحركة فى هذه المنطقة، قلق بكين، وهو الأمر الذى أجبرها على تغيير ترتيباتها الأمنية، ومبادراتها الاقتصادية فى أفغانستان.
وقد كانت المصالح الصينية فى كابول، منذ عام 2001، مدفوعة برغبتها فى منع الجماعات المسلحة من الأويغور من استخدام كابول لشن هجمات على بكين، ولذا فإن جوهر العلاقة بين بكين وكابول تم بناؤه على التعاون فى مكافحة الإرهاب، حيث قدمت الصين المساعدات المالية، وقامت بتدريب القوات الأفغانية، ونشرت الدوريات على الحدود بهدف تعزيز قدرات الأفغان على توفير مستوى معين من الأمن لها.
ولطالما كانت طالبان تدرك مخاوف بكين الأمنية، وقد استفادت من ذلك من خلال الحصول على المساعدات والتفاوض بشأن الاستثمارات المستقبلية المحتملة، كما أكدت لها مؤخرًا أنها ستضمن سلامة المستثمرين الصينيين فى أفغانستان، ولن تتدخل فى شؤون بكين الداخلية، ولكن لا تؤكد مثل هذه الإيماءات أن طالبان ستتبنى إجراءات صارمة ضد الجماعات المسلحة بالوكالة عن الصين.
وفى حال عادت طالبان إلى السلطة من جديد، فإن الاستثمار الصينى فى أفغانستان سيواجه تحديات خطيرة على الأرض.
*أستاذ التاريخ فى جامعة «فروستبرج»
**الباحثة فى معهد تايوان العالمى