نشطاء يطالبون مجموعة العشرين لإتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن الصين
المصدر: تركستان تايمز
اجتمع المشرعون من جميع أنحاء العالم على هامش قمة مجموعة العشرين في روما للإحتجاج على حضور وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، وحث القادة على عدم السماح للصين بالتهرب من إنتهاكات حقوق الإنسان مقابل تعاون بكين في أزمة المناخ.
وقد تم منع العديد من الذين حضروا إجتماع روما المضاد من السفر إلى الصين كعقاب على حملتهم ضد القمع الصيني في تركستان الشرقية.
وقد خاطبهم وزير الخارجية التايواني جوزيف وو عن بُعد، حيث قال إن تايوان كانت على خط المواجهة في حرب أيديولوجية ضد الإستبدادية التوسعية. وحث الغرب على القيام بمزيد من عمليات حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي وعلى مستوى أعلى.
يقوم وو بأول رحلة له إلى أوروبا منذ عام 2019 وكان من المتوقع وصوله إلى روما، لكن تم إلغاء المحطة الإيطالية في رحلته وسط تكهنات بأن إيطاليا لم تكن على إستعداد لمنحه تأشيرة دخول في مثل هذا الوقت الحساس.
وقال وو: تحاول الصين تدمير الديمقراطية في تايوان. لقد شهدنا على مدى العامين الماضيين، عمليات توغل شبه يومية ومتصاعدة في منطقة تحديد دفاعنا الجوي والمياه المحيطة بها من قبل الطائرات والسفن العسكرية الصينية. يأتي هذا على رأس محاولات التسلل والهجمات الإلكترونية وحملات التضليل والحرب المختلطة.
لقد أوضحت لنا تجربة هونغ كونغ كيف أن جمهورية الصين الشعبية قادرة على القضاء على الحقوق التي اعتاد الناس على أخذها كأمر مسلم به.
ولم يكن الرئيس الصيني شي جين بينغ، يحضر قمة مجموعة العشرين شخصياً. وقد أكد مؤخراُ من جديد التأكيد على إعادة توحيد تايوان كهدف صيني وزيادة النشاط العسكري بالقرب من الجزيرة. ووصفت الصين الإجتماع المضاد للتحالف البرلماني الدولي بشأن الصين (إيباك) بأنه تجمع للإنفصاليين.
لقد تعهد جو بايدن بحماية تايوان، في تغير واضح لسياسة الولايات المتحدة السابقة، ولكن كان هناك تناقض داخل بعض الحكومات الغربية حول مدى التراجع عن إنتقاد الصين من أجل كسب تعاونها قبل مؤتمر المناخ COP26 في غلاسكو. .
قال بعض الدبلوماسيين الصينيين إن العواقب ستكون وخيمة على تعاون الصين بشأن المناخ إذا تم تحديد سجل حقوق الإنسان في البلاد.
إن تجمع إيباك في روما – وهي هيئة تضم حوالي 200 برلماني عالمي من وجهات نظر سياسية مختلفة – هو نوع من الأحداث الذي سيثير غضب الصين. ومن المقرر أن تستمع المجموعة إلى بينبا تسيرينغ، سيكيونغ من الإدارة التبتية المركزية، والناشط في هونغ كونغ والسياسي السابق ناثان لو، والفنانة والناشطة الأويغورية رحيمة محمود.
وقال دوفيلي تشاكالييني، عضو البرلمان الليتواني الذي تم فرض عقوبات عليه من قبل الصين في عام 2020: نحن هنا لضمان عدم حصول جمهورية الصين الشعبية على تصريح دخول مجاني في مجموعة العشرين. يجب على قادة القمة أن يدركوا بوضوح شديد ما هو الخطر الذي يواجهونه عندما يتعاملون مع جمهورية الصين الشعبية بإعتبارها عضواً متساوياً في المجموعة ويجب أن تدفع ثمن الإبادة الجماعية للأويغور وهونغ كونغ وتايوان. دعونا لا نخدع أنفسنا بالثقة في جمهورية الصين الشعبية كشريك موثوق به في مكافحة أزمة المناخ، وهي دولة تفرض عقوبات على المدافعين عن حقوق الإنسان وتفرض حالياً تدابير صارمة لمراقبة السكان.
ووصف زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان سميث، الموجود أيضاً في روما اجتماع إيباك بين الحزبين بأنه لم يسبق له مثيل إطلاقاً. وقال: هدفنا الجماعي هو مطالبة حكومات مجموعة العشرين بالإعتراف علناً بالتهديد الهائل الذي تشكله الصين.
سواء كان الأمر يتعلق بالفساد في النظام المالي، أو تجاهل قواعد التجارة العالمية، أو إرتكاب الإبادة الجماعية ضد الأويغور، أو إتلاف المعاهدة الدولية بشأن هونغ كونغ أو التهديد بغزو تايوان – فقد حان الوقت لإستبعاد جمهورية الصين الشعبية.
إن كيفية التعامل مع الصين تشكل قضية حية بين بعض قادة مجموعة العشرين، حيث من المقرر أن يلتقي بايدن بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأول مرة منذ أن شكلت الولايات المتحدة تحالفاً إستراتيجياً بين المحيطين الهندي والهادئ مع المملكة المتحدة وأستراليا، في إتفاقية أوكوس، وإستبعاد فرنسا.
كان الدافع وراء الولايات المتحدة يتلخص في الإعتقاد بأن فرنسا لم تكن مستعدة لإتخاذ نهج تصادمي مع الصين. ألغت إتفاقية أوكوس صفقة أسترالية بقيمة 66 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية الصنع تعمل بالديزل. وردت الحكومة الفرنسية بإستدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا. تحدث ماكرون لاحقاً إلى بايدن مرتين عبر الهاتف، ومن المرجح أن يستخدم إجتماعه الخاص في روما لمطالبة الولايات المتحدة بإعطاء إشارة قوية لدعم تعاون دفاعي أوروبي أقوى، وهو طلب فرنسي طويل الأجل.
في ألمانيا، تشكل الصين قضية حية أيضاً، حيث أصبح المستشار الألماني الجديد المحتمل، الديمقراطي الإجتماعي أولاف شولز، تحت ضغط من حزب الخضر، وهو شريكه المحتمل في الإئتلاف، لإتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن تايوان.
ومن المقرر أن يحضر شولز قمة مجموعة العشرين إلى جانب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. حيث كانت ألمانيا واحدة من الأصوات الأوروبية الرائدة التي تدعم العلاقات الإقتصادية مع الصين.
يتفاوض شولز مع حزب الخضر الألماني حول كيفية جعل تايوان تندرج في أي برنامج تحالفي. صوت برلمان الإتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي بأغلبية ساحقة لصالح التعزيز الشامل للعلاقات مع تايوان.
تدعو إستراتيجية الإتحاد الأوروبي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في الشهر الماضي إلى السعي وراء علاقات تجارية وإستثمارية عميقة مع تايوان، وخاصة في مجال أشباه الموصلات.
ترجمة/ رضوى عادل