من ستوكهولم إلى تركستان.. صورة ترشد أويغوري مُهجّر إلى أهله
Turkistantimes, 01.01.2020
الأويغوري عبد الأحد أحمد، قال في مقابلة مع الأناضول: أعيش منذ 18 عامًا في السويد، بعد أن لجأت إليها هرباً من بطش النظام الصيني انقطعت سبل تواصلي مع أهلي في تركستان الشرقية منذ العام 2014 رأيت صورة أخي المعتقل في معسكر صيني بالصدفة يتم تداولها عبر مواقع التواصل “هل يعقل أن يتم اعتقال الملايين…
رفيق فخري/ الأناضول
يعيش الأويغوري عبد الأحد أحمد، منذ 18 عامًا في السويد، بعد أن لجأ إليها هرباً من البطش والمعاملة العنصرية التي يمارسها النظام الصيني ضد الأقلية المسلمة في إقليم تركستان الشرقية (شينغيانغ).
غير أن “أحمد” ما زال فؤاده ووجدانه معلقين بأرضه وأهله الذين انقطع تواصله بهم منذ سنوات، خشيةً منه عليهم من قمع النظام الصيني لهم إذا ما اكتشف أمر تواصلهم مع الخارج.
وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينغيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.
عبد الأحد وهو أب لستة أبناء، يقول في حديثه مع الأناضول: “لقد انقطعت سبل التواصل مع أهلي في تركستان الشرقية منذ عام 2014”.
ويضيف: “لم أكن أعرف عنهم (أهله) شيء إلى أن عثرت عن طريق الصدفة خلال تداول بعض الأصدقاء الأويغور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمعتقلين في معسكرات الاعتقال بتركستان الشرقية”.
ويكمل: “عثرت على صورة لشقيقي عبد الله أحمد وهو بين العديد من نزلاء المعسكر النازي”.
وفي إشارة إلى صورة أخيه، يكمل “أحمد” لمراسل الأناضول، قائلًا: “في الصورة كما ترون صورة للمعتقلين وبينهم أخي عبد الله”.
ويتابع: “كما ترون أيضا على يميني صورة لابنة أختي مبارك أحمد، كانت تعيش مع زوجها وأولادها في تركيا وقد سافرت لتفقد أهلها في تركستان الشرقية غير أنها لم تعد إلى الآن”.
ويوضح الرجل قائلًا: “علمنا فيما بعد أن السلطات الصينية اعتقلتها وهي تتواجد في معسكرات التأهيل (وفق ما تطلق السلطات الصينية على معسكرات الاعتقال الجماعي)”.
ومطلقًا مناشدة، يقول أحمد: “من هنا أطلب من السلطات الصينية إطلاق سراح أخي عبد الله وابنة أختي مبارك لأنهما لا يحتاجان إلى التأهيل أو التدريب المهني في تلك المعسكرات التي يطلق عليها النظام بمعسكرات التأهيل أو التدريب المهني”.
“فابنة أختي مبارك ليست بحاجة إلى أي تدريب، لأنها أصلا تعيش في تركيا ولديها عملها ودراستها هناك”، هكذا يكمل.
ويردف قائلًا: “أخاطب النظام الصيني، ما ذنب هؤلاء المعتقلين في معسكراته والبالغ عددهم ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين مسلم أيغوري”.
“هل ذنبنا أننا استقبلناكم عندما دخلتم إلى بلادنا كغزاة، هل ذنبنا أننا فتحنا أبوابنا وأبواب خيراتنا أمام الصينين ونظامهم”، وفق تعبيره.
ويخاطب أحمد السلطات الصينية قائلًا: “أيها الصينيين، نحن لسنا إرهابيين كما تدعون، بل أنتم الإرهابيون، تقتلون وتسجنون الشعوب بحجة أنهم يملكون سكاكين في منازلهم يستخدمونها في المطابخ”.
ويضيف بحرقة: “غير أنكم تتذرعون بها لسجننا وإلصاق تهم الارهاب بنا، فتقومون بترقيم تلك السكاكين وربطها بسلاسل كي لا تخرج خارج المنزل”.
ويتساءل الرجل مستنكرًا: “هل يعقل أن يتم اعتقال الملايين من أبناء شعبي على خلفية هذه التهم البليدة؟”.
وفي أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وفي 17 نوفمبر/تشرني الثاني الماضي، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا كشف وثائق حكومية صينية مسربة احتوت تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من “الأويغور” ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الأويغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمائة من السكان. –