مقابلة : إنقاذ الأويغور هو بمثابة إنقاذ العالم
المصدر: تركستان تايمز
كانت أسرة ناثان دودلز وهو باحث أمريكي تسير لمسافة 500 ميل تقريباً في كولورادو منذ 12 يوليو لزيادة الوعي بأزمة حقوق الإنسان التي تشمل مسلمي الأويغور (في تركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها شينجيانغ). عاش دودلز ودرّس في تركستان الشرقية وقازاقستان المجاورة لما يقرب من عقدين من الزمن، وتعلم لغة الماندرين الصينية واللغة الأويغورية. وتقوم منظمته غير الحكومية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، وهي مشروع طريق الحرير للسلام، بالدفاع عن الأويغور وتزيد من الوعي بالوضع في تركستان الشرقية، والتي قررت العديد من الحكومات والهيئات التشريعية الغربية أنها تشكل إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية. تحدث دودلز مع مراسلة إذاعة آسيا الحرة عادلة عبد الأحد في 13 أغسطس حول “رحلة الحرية” لمدة سبعة أسابيع لإخبار زملائهم حول إنتهاكات الحقوق التي ترتكبها الصين ضد الأويغور.
إذاعة آسيا الحرة: كيف عرفت عن قضية الأويغور؟
دودلز: عشت أنا وعائلتي في المنطقة منذ وقت طويل. ذهبنا لأول مرة إلى أورومتشي في عام 1988عندما كانت المنطقة قد بدأت للتو بالإنفتاح على الأجانب. ذهبنا إلى هناك كطلاب لتعلم لغة الماندرين، ثم بدأت بالتدريس. كانت خلفيتي في العلوم الزراعية، لذلك قمت بتدريس طلاب الدراسات العليا في قسم الهندسة الزراعية في ما كان يُعرف آنذاك بالكلية الزراعية في الأول من أغسطس، والتي أصبحت فيما بعد جامعة، وكنا سعداء بمواصلة التدريس والدراسة، ولكن ظهرت فرصة أخرى للتدريس في غولجا بعد ذلك في الجزء الشمالي من تركستان الشرقية. لقد مكثنا هناك لمدة خمس سنوات، وهنا تعلمنا اللغة الأويغورية.
وكان لدينا الكثير من الأصدقاء منذ تواجدنا في المنطقة، وقضينا أيضاً بعض الوقت في منطقة الأويغور في قازاقستان أيضاً، حيث شاركنا في العمل الإنساني. كنا نعلم جميعاً أن هناك توترات ومشاكل لفترة طويلة، ولكن منذ حوالي أربع سنوات ونصف عندما بدأت الأمور تصبح خطيرة حقاً، كنا من أوائل الأشخاص الذين سمعوا عنها لأن لدينا العديد من الأصدقاء الذين بدأوا يخبروننا عن هذا التوتر. وقد كان لدينا صديق اختفى فجأة، وهذا لم يحدث من قبل. لذلك، أدركنا أن الوضع أصبح خطيراً للغاية، ومنذ ذلك الحين، شاهدنا الوضع يزداد سوءاً.
إذاعة آسيا الحرة: لماذا قمت برفع مستوى الوعي حول الأويغور؟
دودلز: لقد شكلنا منظمة غير حكومية صغيرة تسمى “مشروع طريق الحرير للسلام” ونحاول القيام بدورنا للحصول على المزيد من الدعم على المستوى الشعبي. المشروع الحالي الذي نشارك فيه هو هذه الرحلة. لقد قمنا بالعديد من الأشياء المختلفة خلال السنوات القليلة الماضية، لكننا فكرنا، لماذا لا نفعل شيئاً غير عادياً وأكثر إبداعاً؟ هناك المئات من الأشخاص في العاصمة يقومون بممارسة الضغط وجميع الأشياء الرائعة التي يجب أن تحدث. ولكن لماذا لا نفعل شيئاً من شأنه التأثير على شريحة مختلفة تماماً من المجتمع – في الهواء الطلق؟ كولورادو هي المكان الذي نعيش فيه، وأحد الأشياء الشهيرة هنا هو الإستجمام في الهواء الطلق. اعتقدنا أن هذا سيكون مكاناً رائعاً لأن الناس لديهم الوقت، ويمكننا ونحن نسير في الطريق التأثير على العديد من الأشخاص، وكانت هذه هي الفكرة، وهذا ما نقوم به.
عندما نمشي كل يوم على طول درب يبلغ طوله 500 ميل تقريباً، لدينا لافتات مغلفة على حقائب الظهر الخاصة بنا تقول: “أوقفوا الإبادة الجماعية للأويغور، رحلة الحرية.” عادة ما يرى كل شخص يتنزه معنا أو يأتي من خلفنا اللافتات ويسأل عما تدور حوله رحلة الحرية. نسألهم إذا كانوا قد سمعوا عن الوضع الذي يحدث مع الأويغور. في الوقت الحالي ، يواجه الأويغور إبادة جماعية، وقد سمع معظم الناس عنها في الواقع، وهو أمر مذهل. ولكن بعد ذلك نقدم لهم الكثير من المعلومات عن طريق تقديم بطاقات صغيرة التي تحتوي على رمز الاستجابة السريعةQR لموقعنا على الويب. لقد وزعنا العديد من البطاقات أثناء المشي. لدينا أيضا لافتة. إنه مثل العلم على البلاستيك الثقيل، ونقوم بالتوقف في المواقع الشهيرة على طول الطريق، مثل الأماكن ذات المناظر الخلابة الكبيرة ذات الإطلالات أو الممرات، مع اللافتة ونلتقط صورة. ونضع الصور أيضاً على وسائل التواصل الإجتماعي … حيث تنتشر الكلمة هناك.
إذاعة آسيا الحرة: ماذا تفعل لتغيير المفاهيم بناءً على إتهامات من قبل الحكومة الصينية بأن الأويغور إرهابيون؟
دودلز: كل بضعة أيام عندما نصل إلى مخيمنا، غالباً ما نتحدث عما نريد التركيز عليه. شعرنا أننا يجب أن نركز على المثقفين الأويغور الذين اختفوا، لأن أحد الأشخاص اتصل بإبني مؤخراً بشأن شخص معين الذي أنهى للتو الدكتوراه، وعاد إلى تركستان الشرقية، ثم اختفى. وقمنا بنشر بعض التغريدات على إختفاء المفكرين والقادة المثقفين وأدلينا ببعض التصريحات بشأنها. إن استهداف السلطات الصينية للمفكرين والقادة المثقفين يدل على أن الأمر لا يتعلق بالإرهاب على الإطلاق. إنهم فقط يحاولون القضاء على ثقافة شعب بأكملها، وهم يبدأون بالقادة للقيام بذلك. نحن مؤمنون، ونعتقد أن الله يهتم بما يجري، لذلك نأخذ بعض الوقت للصلاة من أجل ذلك. كانت آخر قضية ركزنا عليها هي قيام السلطات بقطع الإتصال بين الأجيال، ووضع الأطفال في دور الأيتام التابعة للدولة وفصل العائلات عن قصد لوقف إستمرار الثقافة واللغة.
أعرف المئات من الأويغور. كثير منهم من المثقفين والقادة بصلاحيات مختلفة، وكل واحد منهم يريد فقط الحفاظ على الثقافة واللغة، وتركه وشأنه. منذ حوالي 20 عاماً، كان هناك قدر أكبر من التسامح والقليل من السماح لتطوير ثقافة ولغة الأويغور. إذا كان قد استمر ذلك، فلن تكون هناك مشاكل تحدث الآن. فرضت الدولة هذه الأزمة. ولم تأت الأزمة من شعب الأويغور. لقد جاءت الأزمة من الحكومة الصينية.
ما يحدث لشعب الأويغور الآن هو بداية لما تريد الصين أن تفعله للعالم، لذلك إذا لم نستيقظ، فسنكون جميعاً في موقف صعب للغاية. علينا أن نواجه الحقائق الآن ولا ننتظر أن يزداد الأمر سوءاً. في رأيي، إنقاذ الأويغور هو بمثابة إنقاذ للعالم.
تقرير/ عادلة عبد الأحد لإذاعة آسيا الحرة. ترجمته للإنجليزية/ روزان جيرين.
ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل
https://www.rfa.org/english/news/uyghur/nathan-duddles-08182021141647.html