قمع الأويغور واستغلالهم.. فرصة أخرى وفرها “كورونا” لحكومة الصين
Turkistantimes, 31.03.2020
الأويغور يعانون من اضطهاد كبير
كيف تعاملت بكين مع الأويغور خلال تفشي الوباء؟
29-03-2020
لندن – الخليج أونلاين (خاص)
مع تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم 630 ألف مصاب، مخلفاً أكثر من 28 ألف وفاة، ضارباً أكثر دول العالم تطوراً في المجال الصحي، تذهب الأنظار صوب أقلية الأويغور المسلمة في الصين، التي تعاني من اضطهاد حكومي كبير منذ سنوات عديدة، فكيف الحال وبلادهم اجتاحها الوباء القاتل؟
تعاني أقلية الأويغور المسلمة في إقليم “شينغيانغ” -منطقة حكم ذاتي تحت السيادة الصينية- من اضطهادات ممنهجة تمارسها السلطات الصينية في حقها.
وفي حين تغلق الصين المدن لاحتواء الفيروس التاجي، يشعر الأويغور بالقلق من أن هذا قد يجوع أولئك الذين لم يكن لديهم وقت لتخزين المواد الغذائية. علاوة على ذلك هناك خوف مستمر من انتشار فيروس كورونا في معسكرات الاعتقال، حيث تم احتجاز ما لا يقل عن مليون من الأويغور.
وتعتقل السلطات الصينية ما يزيد عن مليون مسلم، يقبعون حتى اليوم في سجون ومعسكرات كبيرة، يقول نشطاء الأويغور إنها “لغسل أدمغتهم”، وتفيد الصين بأنها “معسكرات تعليمية”.
الإجبار على العمل
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية وصفت ما تمارسه حكومة الصين تجاه شعب الأويغور مع ما تعيشه البلاد من انتشار فيروس كورونا بـ”البلطجة”.
وورد بالصحيفة في مقال للكاتب الأمريكي جوش روغين، نشر في فبراير الماضي، أن نشطاء الأويغور يقدمون حالياً أدلة على أن رد فعل السلطات الصينية على كورونا يتسبب في تجويع شعبهم وتعذيبه، ومن ضمنهم الذين يوجدون خارج معسكرات الاحتجاز.
وأضاف أن هناك تقارير منفصلة تفيد بأن السلطات تجبر الأويغور على العودة للعمل بالمصانع التي أُغلقت بسبب الوباء رغم المخاطر المستمرة.
حقيقة إجبار الأويغور على العودة للمصانع بأعداد كبيرة أعلن عنها عبر وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء، في فبراير الماضي، حيث أكدت أن 30 ألفاً منهم استأنفوا العمل في المصانع بشينغيانغ.
وقال الدكتور فرحات بلجين، وهو أمريكي من الأويغور، لصحيفة “أويغور تايمز”، ومقرها واشنطن، إن الحكومة الصينية تتعرض لضغوط لتفادي الكارثة الاقتصادية، وتعامل عمال الأويغور على أنهم لا يمكن الاستغناء عنهم لأنهم لا يتمتعون بأي حقوق لمواجهة أزمة شعبهم.
روغين تطرق إلى “مشروع الأويغور لحقوق الإنسان”، ومقره واشنطن، حيث أصدر إحاطة شملت مقاطع فيديو بلغة الأويغور ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن الظروف القاسية في مقاطعة شينغيانغ التي يمثل الأويغور أغلبية بها.
وواصل روغين: “المدير التنفيذي للمشروع عمر كانات، قال في مؤتمر صحفي إن السلطات الصينية أجبرت، أواخر يناير الماضي، الملايين من سكان شينغيانغ على البقاء في الحجر الصحي بمنازلهم دون سابق إنذار، ودون التحوط بتوفير الغذاء”.
المعتقلون في خطر
يقول الكاتب إن امرأة من الأويغور واسمها “مهريغول تورسان”، قالت خلال المؤتمر الصحفي إنها سجنت عام 2015 وقضت 13 شهراً في الاحتجاز، لم يُسمح لها أثناء ذلك بالاستحمام أو تغيير ملابسها لأشهر مستمرة.
وتابع: “كشفت تورسان أيضاً أن الزنزانات مزدحمة للغاية، مشيرة إلى كثرة الأمراض هناك بسبب حرمانهن من الرعاية الطبية المناسبة”. وعن كورونا وتأثيره على المحتجزين قالت تورسان إنها قلقة بشكل بالغ من أن كثيراً من الناس يموتون، بحسب الكاتب.
في جانب آخر أعربت سايراغول ساويتباي، ناشطة أويغورية هربت من أحد معسكرات الاحتجازالقسرية، في مارس 2018، عن قلقها من انتشار الفيروس وسط الأويغور المعتقلين في المعسكرات القسرية في الإقليم.
وعن إمكانية الانتشار السريع للفيروس وسط معتقلي المعسكر من الأويغور أضافت في لقاء مع صحيفة “هآرتس” العبرية: “كان الطعام سيئاً، ولم تكن هناك ساعات كافية للنوم، والأوضاع الصحية في المكان فظيعة إلى حد لا يصدَّق، وكنا نحو 20 شخصاً في غرفةٍ مساحتها 16 متراً مربعاً، وتحتوي كل غرفة على دلو بلاستيكي لقضاء الحاجة. ويُسمح لكل سجين باستخدامه دقيقتين يومياً فحسب، ولا يُفرغ الدلو إلا مرة واحدة يومياً”.
من جهته حذّر دولقون عيسى، رئيس منظمة “المؤتمر الأويغوري العالمي”، في تصريحات لإذاعة “آسيا الحرة”، من انتشار فيروس “كورونا” في معسكرات احتجاز الأويغور، مبيناً أن ذلك ستكون له “تداعيات خطيرة على المعتقلين، إذ ستتعرض حياة ملايين للخطر”.
السفر من ووهان إلى شينغيانغ
فرضية “تعمد” السلطات الصينية “تسهيل دخول مصابين بالفيروس إلى إقليم شينغيانغ” أكدها عيسى ثابت، ناشط أويغوري، ورئيس جمعية “المعارف لتركستان الشرقية”، في تصريح لموقع “الحرة”.
ثابت أشار إلى أن السلطات الصينية “تتعمد نقل الفيروس إلى داخل إقليم شينغيانغ، حيث المسلمون الأويغور”.
واتضح ذلك من كون السلطات الصينية أغلقت جميع خطوط الطيران من وإلى مدينة “ووهان” -محل انتشار الفيروس- إلا باتجاه إقليم واحد وهو شينغيانغ، حيث “تركته مفتوحاً”.
سرقة أعضاء الأويغور
أعلنت الصين، مطلع مارس الجاري، نجاح أول عملية لزراعة رئتين بالكامل لرجل عمره 59 عاماً. لم يكن أمام ذلك المريض سوى بضعة أيام قبل أن يفارق الحياة بسبب معاناته من تلف كامل في الرئة، بعد أن أصيب بفيروس كورونا.
توفر متبرع رئتين سليمتين تتوافقان مع المصاب في خلال 5 أيام أثار المزيد من الأسئلة حول نهج الدولة الصينية في برنامج التبرع “الجبري” للأعضاء.
وتزداد المخاوف حول استخدام أعضاء أكثر من 3 ملايين مسلم معتقلين في معسكرات احتجاز لدعم مرضى فيروس كورونا الصينيين.
تقول مجلة “Bitter Winter” المخصصة لفضح انتهاكات حقوق الإنسان في الصين: “بينما ينتظر الناس في أنحاء العالم مدة قد تصل لسنوات من أجل العثور على رئة واحدة من متبرع، أظهرت الصين هذا الأسبوع أن كل ما تحتاجه هو مجرد أيام لإيجاد رئة صالحة كلياً للزراعة!”.
تُثار هذه الشكوك لأن الصين لديها واحد من أقل معدلات التبرع بالأعضاء في العالم؛ إذ يبلغ معدل التبرع “الطوعي” نحو مواطن واحد من بين كل مليوني مواطن.
ويبلغ عدد المواطنين الصينيين الذين هم بحاجة لأعضاء 1.5 مليون مواطن سنوياً، وتحدث أقل من 10 آلاف حالة مطابقة ناجحة للعضو، بنسبة 1/150 بين العرض والطلب، وفقاً لما نشرته مجلة “Biomedical Research” العلمية.