سفير كندا لدى الأمم المتّحدة يدعو للتحقيق في إبادة بحقّ أقليّة الإيغور في الصين
المصدر: تركستان تايمز
دعا بوب راي سفير كندا لدى الأمم المتّحدة المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى التحقيق في ما إذا كان ما تتعرّض له أقليّة الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ في الصين يرقى إلى إبادة.
“ما من شكّ في أنّ هناك جوانب ممّا يقوم به الصينيّون تتوافق مع تعريف الإبادة الجماعيّة وفق ما نصّت عليه اتّفاقيّة الإبادة الجماعيّة”: بوب راي سفير كندا لدى الأمم المتّحدة.
وأضاف راي في حديث إلى القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة سي بي سي، أنّ التحقيق يتطلّب إجراء عمليّة جمع معلومات والتأكّد أنّ من شأن الأدلّة التي تمّ جمعها أن تدعم هذا النوع من الادّعاءات.
وكانت لجنة فرعيّة تابعة لمجلس العموم الكندي قد رفعت تقريرا بهذا المعنى، واعتبرت أنّ ممارسات الصين بحقّ الإيغور ترقى إلى الإبادة الجماعيّة،مشيرة إلى الاعتقالات الجماعيّة في معسكرات الاعتقال والعمل القسري والتعقيم الإجباريّ للحدّ من الولادات.
ونفت الخارجيّة الصينيّة ما ورد في التقرير “من أكاذيب وتضليل إعلامي” كما قالت، ودعت أعضاء مجلس العموم إلى تجنّب إلحاق المزيد من الأذى بالعلاقات الصينيّة الكنديّة.
ويسود التوتّر العلاقات بين البلدين منذ أن اعتقلت كندا مينغ وانتشو المديرة الماليّة لعملاق الاتّصالات الصيني هواوي بطلب من الولايات المتّحدة التي تتّهمها باللجوء إلى الاحتيال لتجنّب العقوبات الأميركيّة المفروضة على إيران.
وقال عارف فيراني السكرتير البرلماني لوزير العدل الكندي ديفيد لاميتي أمام اللجنة الفرعيّة التابعة لمجلس العموم إنّها “إبادة جماعيّة على ما يبدو تحدث اليوم في الصين”.
وأعرب فرانسوا شامبان وزير الخارجيّة الكندي عن قلقه إزاء ما ورد في تقرير اللجنة، مشيرا إلى أنّ الحكومة الكنديّة تراقب بقلق ما يجري في شينجيانغ.
ولكنّ شامبان لم يذكر ما إذا كانت كندا ستقوم بفرض عقوبات على المسؤولين عن سوء المعاملة التي تلحق بأقليّة الإيغور.
ويشار إلى أنّ بوب راي شغل قبل سنتين منصب مبعوث كندا الخاص للقضايا الإنسانيّة وقضايا اللاجئين.
وحقّق راي في الأزمة الإنسانيّة والأمنيّة في ولاية راخين وما تعرّض له أبناء أقليّة الروهينغا المسلمة في ميانمار على يد القوّات المسلّحة البورميّة ونزوح الآلاف منهم ا عن هذه الولاية نحو بنغلادش القريبة هربا من العنف.
وقال في حديثه إلى سي بي سي إنّه أدرك على ضوء خبرته خلال التحقيق حول أقليّة الروهينغا أنّ الفرق كبير للغاية بين المعلومات والأدلّة.
“ما علينا أن نقوم به حاليّا هو أن نبحث عن كيفيّة جمع الأدلّة من أجل تنفيذ المزيد من الخطوات بما يتوافق مع اتّفاقيّة الإبادة الجماعيّة”: بوب راي سفير كندا لدى الأمم المتّحدة.
وردّت الخارجيّة الصينيّة بعنف على كلام السفير الكندي ووصف المتحدّث باسمها جاو لي جيان تعليقات بوب راي حول الإبادة بأنّها “سخيفة”.
وألمح بالاستناد إلى بعض الإحصاءات، أنّ النموّ السكّاني لأقليّة الإيغور يفوق النموّ السكّاني في كندا، ما يوحي حسب قوله أنّ كندا تتناسب أكثر مع تعريف الدولة التي ترتكب إبادة جماعيّة، في محاولة منه للاستهزاء بتصريحات السفير بوب راي.
وأضاف لي جيان في حديث إلى الصحفيّين في بكين أنّ تصريحات السفير الكندي “سخيفة” ودعاه إلى “الاطّلاع قبل إطلاق الدعايات كي لا يعرّض نفسه للسخرية”.
لكنّ الاحصاءات التي استند إليها المتحدّث باسم الخارجيّة الصينيّة مجتزأة وتفتقر إلى الدقّة، ولم تتطرّق إلى ما ورد في تقرير أصدرته وكالة أسوشيتد برس في حزيران يونيو الماضي يشير إلى انخفاض معدّلات الولادة بشكل كبير في إقليم تشيجيانغ.
وأكّد السفير الكندي لدى الأمم المتّحدة بوب راي أنّ العمل جار من أجل إطلاق سراح الكنديَّين مايك سبافور ومايك كوفريغ اللذين اعتقلتهما السلطات الصينيّة في كانون الأوّل ديسمبر 2018 عقب اعتقال كندا المديرة الماليّة لشركة الاتّصالات الصينيّة هواوي مينغ وانتشو.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا)