رمال تركستان الشرقية أصبحت كنزا ذهبيا للصين

رمال تركستان الشرقية أصبحت كنزا ذهبيا للصين في الصورة: بدأت بعض الشركات الصينية المملوكة للدولة مؤخرًا في تسويق مشروع سياحة العلاج بالرمال، “تحويل الرمال إلى جواهر”، وتنظر بنظر الطمع على هذا المورد العلاجي المحلي الفريد لشعب الأويغور، المتمثل، العلاج بالدفن في الرمال.

إعداد شاديه، مراسلة إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

يعد العلاج بالدفن بالرمال أحد أكثر الموارد قيمة لشعب الأويغور والتي تم الحفاظ عليها عبر التاريخ كطريقة علاج تقليدية لطب الأويغور. ومع ذلك، بدأت بعض الشركات الصينية المملوكة للدولة مؤخرًا في تسويق مشروع سياحة العلاج بالرمال، “تحويل الرمال إلى جواهر”، مع التركيز على هذا المورد العلاجي المحلي الفريد لشعب الأويغور، بالدفن في الرمال. ونتيجة لذلك، أصبحت ممارسة العلاج الطبيعي بالدفن في الرمال في مدينة توربان (مدينة صحراوية معروفة بإنتاج العنب)، والتي مارسها شعب الأويغور لعدة قرون، موردًا مربحًا لشركات السياحة والسفر الصينية.

وفقا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، أصبحت المراكز الطبية بالدفن في الرمال تحت شمس الصيف الحارة في مدينة توربان، وبيتشان، على مدى السنوات القليلة الماضية، نقطة الجذب الرئيسية للسياح الصينيين. يُذكر أنه تم افتتاح “مراكز علاج بالرمال” خاصة في منطقتي توربان وبيشان ضمن مستشفى الأويغور الطبي. وفي الآونة الأخيرة توسعت هذه المراكز لتصبح وجهات طبية وسياحية متخصصة لجذب السياح الصينيين. وبفضل الظروف الجيدة لهذه المراكز الطبية وطرق العلاج الفعالة، أصبحت المنطقة وجهة سياحية وطبية مفضلة للصينيين، بمعنى آخر “صيد عصفورين بحجر واحد”.

أعربت الطبيبة التقليدية السيدة شمس نور عبد الغفور، الخبيرة الباحثة في طب الأويغور في تركيا، عن آرائها حول الأسباب التي جعلت الدفن بالرمال، وهو أحد طرق العلاج المهمة في طب الأويغور، “نقطة جذب” للسياح الصينيين.

وقالت: ووفقا لوسائل الإعلام الصينية، في السنوات الأخيرة، استفادت مدينة توربان بشكل جيد من الظروف المحلية المتفوقة للمعالجة بالرمال ووسعت بناء المشروع المسمى “سوق المعالجة بالرمال”. قام مستشفى توربان المركزي للطب الأويغوري بتغيير مراكز المعالجة بالرمال بالكامل وتوسيع حجمه. في الوقت الحاضر، يأتي أكثر من 300.000 شخص إلى توربان للعلاج بالرمال كل عام. وبحسب أخبار “شبكة أخبار الصين” في 15 أغسطس، فإنه منذ بداية هذا الصيف، في الفترة من يونيو إلى يوليو، تم علاج حوالي 55 ألف شخص في “مركز قومتاغ الصحراوي الطبي” التابع لمستشفى الطب الأويغوري في محافظة بيتشان، و جمعت حوالي 8 ملايين يوان (1,112,000 دولار أمريكي) من عائدات السياحة.

وأكدت السيدة شمس نور عبد الغفور أن الزيادة الكبيرة في أعداد القادمين إلى مراكز العلاج بالرمال الطبيعية في مدينة توربان لها بعض التأثيرات سلبية على كفاءة المعالجة السابقة لهذه المراكز، وحتى السياحة والسعي للربح وتوسيع نطاق السياحة أصبحت تشكل أضرارا بنظام الشفاء الطبيعي الأصلي للطب الأويغوري وهو العلاج بالرمل.

في الواقع، كجزء من حملات السياحة السياسية مثل ما يسمى بـ “شينجيانغ مكان جيد” و”قصص شينجيانغ الجيدة” التي تعمل الصين على تسويقها بسرعة في دعايتها الإعلامية، أصبحت حفنة من رمال تركستان الشرقية الآن “كنزًا ذهبيًا” لتستفيد منه الشركات الصينية، وقد حولت الحكومة الصينية سياحة الصينيين إلى تركستان الشرقية إلى أحد عوامل الجذب للإستيطان فيها. ويثير هذا الوضع قلقاً شديداً بين الناشطين والخبراء الأويغور في الخارج.

وتبين أنه في مراكز العلاج بالرمال التي يتم بناؤها في منطقتي توربان وبيشان، فبدلاً من دفنها في الرمال الطبيعية بالخارج، يقومون “بنقل” الرمال إلى الداخل، باستخدام الطب الصيني التقليدي والرمل الساخن الممزوج بالملح، ومعالجة العملاء في الصباح والمساء.

أعربت السيدة شمس نور عبد الغفور عن آرائها حول فعالية العلاج بالرمل في هذا النوع من الغرف.

في أخبار 17 يوليو لصحيفة “شينجيانغ ديلي”، قيل أنه يفتتح في مدينة توربان، من يونيو إلى أغسطس من كل عام، المراكز للسياح والمرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من التهاب المفاصل، ويتم إنشاء فندق عائلي ذو محتوى سياحي وطبي. والأخبار الوردة في هذا الخصوص، أن مثل هذه المراكز السياحية والطبية في منطقتي توربان وبيشان وقد أنشأت العلامة التجارية “العلاج بالرمال الذهبية + والفندق العائلي للمرضى+ الممر العنب الأخضر”. أفادت وسائل الإعلام الصينية أنه تم بناء فنادق مناسبة للعائلات ومنتجعات العلاج بالرمال وما إلى ذلك لخلق فرص عمل للعديد من الأشخاص وزيادة دخل القرويين.

أعرب السيد مختار تشونغ، الذي درس الجغرافيا الطبيعية في اليابان ويعيش الآن في الولايات المتحدة، عن رأيه في العلاج بالرمل، وهي طريقة طبية تقليدية لشعب الأويغور، وهي “علاج للألم وشفاء للجسم” من وجهة نظر المناخ والجغرافيا. وقدم شرحاً من الناحية الجغرافية عن خصائص الصحاري ودورها العلاجي في الأرض التي يعيش فيها الأويغور، وخاصة في المناطق الواقعة تحت مستوى سطح البحر في مدينة توربان.

من المعروف أن هناك مناطق صحراوية ذات خصائص طبية في مقاطعة أوتشتوربان بمحافظة آقسو. وأصبح “حقل معالجة رمل قومبولونج(أي ركن الرمل)” في أوتشتوربان “نقطة جذب” أخرى للسياح الصينيين في السنوات الأخيرة. في الواقع، ليس فقط الموارد الجوفية لتركستان الشرقية، ولكن حتى آخر حفنة من الرمال على الأرض اليوم، وكذلك كل جزء من موارد الشفاء الطبية والطبيعية التي أنشأها أسلاف الأويغور، أصبحت “كنوزًا” تملأ جيوب الشركات الصينية، مما يزيد من قلق الخبراء المعنيين بشأن وضع تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني. وهم متفقون على أن هذه علامة على استمرار الاحتلال الصيني لأراضي تركستان الشرقية ونهب ثرواتها الثقافية والمادية بالتوازي.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/uyghur-eli-turpan-qum-dawalash-08192024164548.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.