حريق أورومتشي: ألقت أم طفلها البالغ من العمر شهرا واحدا خارج النافذة

حريق أورومتشي: ألقت أم طفلها البالغ من العمر شهرا واحدا خارج النافذة كـانـت تـأمـل عبثا أن تمنح الطفل فـرصـة لـلـخـلاص. كشفت أحداث جديدة عن العديد من الأكاذيب الرئيسية لتقرير الصين عن حريق أورومتشي

فـي مقطع فيديو على وسـائـل التواصل االجتماعي، اشتكت امــرأة مـن الأويــغــور فـي تـركـسـتـان الـشـرقـيـة مـن الـمـأسـاة التي واجهتها عائلتها أثناء الحريق في أورومتشي في 24 نوفمبر: »لــم تستطع أخـتـي الـخـروج ولــم تستطع الـهـروب مـن الـنـار، ً وقـذفـت بطفلها الـبـالـغ مـن الـعـمـر شـهـرا واحـــدا مـن الـنـافـذة، وتـابـعـت وهــي تـبـكـي: لــم يتمكن رجــال الإلطـفـاء حـتـى من الإمـسـاك بالطفل. وكـسـرت دمــاغ الطفل إلـى مـائـة قطعة » لم تكن وحدها في تصريحاتها. حيث كشف العديد من الأشخاص الآخرين على وسائل التواصل الإجتماعي عن العديد من الأكاذيب الرئيسية فـي البيان الصحفي الصيني حـول الـحـادث. كتبت السلطات أن المبنى كان في منطقة منخفضة الخطورة، وكانت أبواب المبنى مفتوحة، وكان بإمكان السكان الهروب. منطقياً الأم التي يحترق منزلها تحمل طفلها بين ذراعيها وتهرب من النار. كـانـت هــذه األم يـائـسـة لإخــراج نفسها وطـفـلـهـا مـن المبنى. بعد أن أدركــت أن طفلها لا يستطيع تحمل الـنـار والــدخـان لفترة طـويـلـة، قذفته مـن المبنى حتى تتاح لـه فرصة البقاء على قيد الحياة. هـذا أقـوى دليل على أن ادعـــاء الـصـيـن بــأن الأبـــــــواب كــانــت مـفـتـوحـة « كـذبـة وعـزت الصين المذبحة إلى ضعف قـدرات الدفاع عن النفس لسكان المبنى. ومـع ذلـك، تظهر صـورة أخـرى على وسائل التواصل الإجتماعي رجـل يتشبث بـجـدار أحـد المباني يتسلق من نافذة منزله ويـدوس على حافة النافذة. يثبت هذا المشهد أن الضحايا أظهروا مهارات غير عادية في محاولة إنقاذ أنفسهم وحاولوا اللجوء إلى الملاذ الأخير. كانت النوافذ هي السبيل الوحيد للخروج. ألقت تلك الأم طفلها أيضا كملاذ أخير، حيث لم تفقد عقلها وإنما لم يكن لديها خيار آخر. قـد يقصد الـمـسـؤولـون الصينيون أنـه كـان مـن الممكن كسر أقفال أبـواب الـوحـدات والممرات، لو حـاول السكان ذلك. قـال رئيس منظمة مساعدة الأويـغـور، الناشط النرويجي عبد الولي أيوب، »هذا مبنى يعيش فيه تجار الأويغور، ومعظم هؤلاء التجار يقيمون في معسكرات منذ السنوات الأخيـرة. إن توقع قيام الأمهات والأطفال المحاصرين في المبنى بكسر الأبواب المغلقة ليس أكثر من إلقاء اللوم على الضحايا في الجريمة.

وذكرت الصين أن عشرة أشخاص قد قتلوا وأصيب تسعة في الحادث. ورد في المنشور المتعلق بالطفل الذي تم إلقاؤه من المبنى: كان هناك سبعة أشخاص في الوحدة، بينهم أربـع شقيقات وشقيق واحـد كانوا يعتنون بأختي التي أنجبت للتو قبل شهر واحـد. كلهم توفوا بسبب أبواب المبنى المغلقة. وتم التأكد من وفاة خمسة اشخاص من منزل خامبرنيشان الذي كان يعيش في الطابق التاسع عشر. هاتان الوحدتان وحدهما تكبدت اثني عشر ضحية. أفــادت وسـائـل إعـلام صينية أن ثلاثة طـوابـق احترقت وأربعة طوابق امتلأت بالدخان. إذا لم يكن هناك ناجون في وحدة بـالـطـابـق الـتـاسـع عـشـر لـم تحرقها الـنـيـران، ووصـلـهـا الـدخـان فـقـط، فـمـن الـمـسـتـحـيـل تـخـيـل بـقـاء الــنــاس الــذيــن احـتـرقـوا في الطوابق الثلاثة تحتها. يبلغ عـدد القتلى 44 حالياً على وسـائـل الـتـواصـل الإجتماعي. يبدو الأمـر ذا مصداقية، وهو أكثر من أربعة أضعاف الحساب الرسمي الذي قدمته الصين. كما أشادت الصين برجال الإطفاء، الذين لم يتمكنوا من إخماد الحريق بعد ثلاث ساعات، لأداء واجباتهم بنجاح. عندما تشتعل النيران في المبنى، فمن المعروف أن الناس قد يقفزون من عـدم إنقاذهم. في مكافحة الحرائق، يجب أن يكون هناك جهاز إنقاذ أو إجراء لهذا الإحتمال. ومع ذلك، فإن الطفل الذي تم إلقاؤه من المبنى لم ينجو لأن رجال الإطفاء كـانـوا إمـا غير مستعدين أو لـم يقوموا بـأي محاولة لإنـقـاذه.  ووفقاً للتقارير، في مكان الحادث، اقتحم شباب من الأويغور، مثل أمين جـان وعبد الله أبلت، المبنى وأنـقـذوا ثلاثة أطفال وأربـع أمـهـات. في محاولتهم الأخـيـرة للدخول، فقدوا الوعي بسبب نقص الأكسجين وتم نقلهم إلى المستشفى. لا ينبغي تـرك هـذا العمل لهم نظرا لكثرة رجـال الإطـفـاء في الموقع ، كان الشباب قادرين على إنقاذ سبعة أشخاص بـدون معدات مناسبة؛ لم يكن لديهم أكثر من شجاعتهم ورغبتهم في مساعدة الأخرين. ربما كان بإمكان رجال الإطفاء، بتدريبهم وخبراتهم في المبنى إذا كانوا قد أدوا وظائفهم بشكل مناسب وتلقوا التعليمات المناسبة.

وصلت فرقة الإطفاء على الفور ومعها ما يكفي من القوة البشرية والـمـعـدات، لكنها لـم تتصرف بشكل كــاف. قـد يكون هناك سببان لذلك: الحواجز والأقفال المفرطة التي أقيمت، والتي قيدت حركتهم، وتأثير الدعاية التي تصور الأويغور على أنهم أعـداء للدولة و »إرهـابـيـون«. ربما تكون هـذه الدعاية، التي تم تداولها منذ عقود، تثبط أي تعبير عن التعاطف والرحمة. لـذلـك فـإن »نـجـاح« رجــال الإطـفـاء مـا هـو إلا كـذبـة أخـرى. لــم تـكـن الأكــاذيــب تـتـعـلـق فـقـط بـنـتـيـجـة حـريـق أورومـتـشـي بسبب مـأسـاة الـحـريـق، وهـو دليل آخـر على أن هـذا النظام قـد بنى وجــوده وحـافـظ عليه مـن خـال الدعاية. أخبار الصين الكاذبة ليست خبرا. إن فضح هـذه الكذبة لا يعني انتقاد الصين لأن النظام الـذي يحرق مواطنيه لا يمكن تصحيحه بالنقد. الهدف هو لفت الإنتباه الدولي إلـى حريق أورومــتــشــي، الــذي يـعـد مــن أكـثـر األحـــداث الـمـأسـاويـة في التاريخ الحديث، خاصة في عصر الإنترنت، حيث يمكننا رؤيــة صــوره الـمـروعـة. كما أنـه لمنع الـنـار مـن عـبـور الـحـدود، لأن جمهورية الصين الشعبية لديها أحـلامـهـا بالهيمنة على العالم، وعالم يهيمن عليه الحزب الشيوعي الصيني هو كلمة سـتـحـدث فـيـهـا الـمـزيـد مـن الـمـآسـي مـثـل حـريـق أورومـتـشـي.

 

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/urumqi-fire-mother-threw-baby-out-of-the-window/