باكستانيون قلقون على زوجاتهم اللواتي “فقدن” في الصين
Turkistantimes , 26.03.2018
اف ب/ارشيف / يوهانيس ايسيليطريق الصداقة بين الصين وباكستان في اقليم شينجيانغ بغرب الصين في 27 حزيران/يونيو 2017
يطالب عشرات الباكستانيين الصين بمعلومات عن اماكن وجود زوجاتهم الصينيات المحتجزات على ما يبدو في مراكز لاعادة التأهيل في اوج حملة قمع لمكافحة وصول الخطر الجهادي الى الصين.
وهؤلاء الباكستانيون هم رجال اعمال عملوا لفترة طويلة في اقليم شيجيانغ (شمال غرب)، المنطقة الصينية المحاذية لباكستان والتي يعيش فيها نحو عشرة ملايين من الاويغور المسلمين في غالبيتهم.
وهؤلاء الباكستانيون المتزوجون من صينيات، يعودون كل سنة من اجل الاعمال او لتجديد تأشيراتهم ويتركون عائلاتهم لاشهر. لكن منذ السنة الماضية لا يلقون ردا على اتصالاتهم الهاتفية او رسائلهم النصية.
وقال اقبال بقلق ان “زوجتي وابنائي اوقفوا في آذار/مارس من العام الماضي ولم اتلق اي اخبار عنهم منذ ذلك الحين”. واضاف الرجل الذي رفض كشف اسمه الكامل بهدف حماية اقربائه، انه حاول في تموز/يوليو الالتحاق بزوجته في الصين لكنه منع من عبور الحدود.
وتابع ان “السلطات قالت لي ان زوجتي تخضع +للتأهيل+ وان الحكومة تعتني باولادي. توسلت اليهم ان يسمحوا لي بالتحدث الى بناتي لكنهم رفضوا”.
واقبال واحد من عشرات التجار الباكستانيين الذين قطعت اخبار عائلاتهم، كما قال جاويد حسين النائب في برلمان غيلغيت بلتستان المنطقة الباكستانية المحاذية للصين. وصوت اعضاء برلمان المنطقة في بداية آذار/مارس على قرار يدين هذه “الاعتقالات غير المشروعة”.
– صمت بكين –
تلتزم الصين صمتا شبه مطبق على هذه القضية. واكتفت وزارة الخارجية الصينية بالقول ان “الجانبين يواصلان اتصالاتهما حول الملفات المتعلقة بتبادل الاشخاص بين البلدين”.
وتقيم بكين علاقات ممتازة مع اسلام اباد. وقد اطلق البلدان مشروعا مشتركا ضخما هو الممر الاقتصادي للصين وباكستان الذي يفترض ان يربط بين غرب الصين ومرفأ غوادار بجنوب غرب باكستان.
في 2013، وقع الصينيون والباكستانيون اتفاقات تبلغ قيمتها الاجمالية 46 مليار دولار وتتعلق بانشاء بنى تحتية على طول الممر التجاري. والهدف هو تنشيط الاقتصاد الضعيف حاليا في المناطق التي يعبرها.
لكن المعادلة صعبة بالنسبة للصين التي يترتب عليها فتح حدودها للمبادلات وفي الوقت نفسه منع وصول “ارهابيين” من باكستان المجاورة.
ويشهد اقليم شينجيانغ باستمرار هجمات تنسبها الصين الى “انفصاليين” من الاويغور. وقد اسفرت عن سقوط مئات القتلى في السنوات الاخيرة في الصين.
ويؤكد عدد من الاويغور انهم يتعرض لتمييز ديني وفي سوق العمل، بينما تشعر السلطات الصينية بالقلق من صلات بين مجموعة متطرفة من هذه الاتنية وجماعات جهادية.
– “تهديد” –
لمواجهة ذلك، تتخذذ الصين اجراءات صارمة من نشر قوات كبيرة لحفظ النظام الى تفتيش السيارات ومضاعفة عدد كاميرات المراقبة وتمركز رجال شرطة في مفارق الطرق في المدن.
ويبدو انها انشأت في هذا الاطار مراكز لاعادة التأهيل للاشخاص الذين يشتبه بان لديهم نوايا عدوانية.
وقال اقبال وباكستانيون آخرون ان زوجاتهم استهدفن لانهن يتلقين رسائل نصية من الخارج. ويعتقد قربان رجل الاعمال الذي عمل في الجانب الصيني لثلاثين عاما ان “اي اتصال قادم من باكستان يعتبر تهديدا”.
وتنفي الصين وجود معسكرات لاعادة التأهيل. لكن الادارة والصحف الرسمية كشفت وجود حوالى ثلاثين من هذه المعسكرات تضم نحو اربعة آلاف شخص، حسب ارقام اعدتها وكالة فرانس برس.
ويقول علي وهو باكستاني انقطعت اخبار زوجته ايضا، انه يعتقد انها تخضع “لنوع من التأهيل الذي تتعلم فيه امورا عن الشيوعية وكيف تصبح وطنية جيدة”.
واضاف ان “زوجتي روت لي ان الشرطة جاءت اليها لتطلب منها توضيحات عن اتصالات هاتفية تلقتها من باكستان وعن علاقاتها مع الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية” التي تعتبرها الامم المتحدة منظمة ارهابية وتتهمها بكين بتأجيج النزعة الانفصالية للاويغور.
وتابع “لا يقولون (الصينيون) شيئا. يكتفون بالقول فقط ان عائلتك ستعود عندما تنهي تأهيلها”.