الولايات المتحدة تدين سياسات الصين في تركستان الشرقية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بإعتبارها إبادة جماعية
المصدر: تركستان تايمز
إنتقدت الولايات المتحدة يوم الجمعة 12مارس2021م معاملة الصين القاسية للأويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة فى خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ووصفت سياسات بكين فى منطقة تركستان الشرقية بأنها ” إبادة جماعية “.
وقال القائم بالأعمال الأمريكي مارك كاساير لهيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف: “إننا ندين إساءة الصين للأقليات العرقية والدينية بما فى ذلك الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية فى تركستان الشرقية والقيود الصارمة فى التبت “.
وجاءت تعليقات كاساير بعد دعوة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين للسماح للمراقبين الدوليين بالتحقيق في تقارير الإنتهاكات في تركستان الشرقية، حيث يُعتقد أن السلطات تحتجز ما يصل إلى 1.8 مليون أويغور وأقليات مسلمة أخرى في شبكة واسعة من معسكرات الإعتقال منذ أوائل عام 2017.
وتشير التقارير إلى أن المعسكرات في تركستان الشرقية تستخدم كعقاب على أشكال “التطرف” التي تقول السلطات إنها تشمل ممارسة الأشكال الأساسية للإسلام، والإلتزام بالتقاليد الثقافية، وإنتهاك سياسات تنظيم الأسرة الصارمة.
وفي حديثه إلى إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور RFA، رحب دولقون عيسى – رئيس الكونغرس العالمي للأويغور ومقره ألمانيا – بالتقارير التي تفيد بأن بلينكن ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان سيلتقيان في 18 مارس مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في أنكوريج، حيث من المرجح أن تكون قضية سياسات الصين في تركستان الشرقية على جدول الأعمال.
وقال عيسى مشيرا إلى شينجيانغ بالإسم الذي يفضله العديد من الأويغور لوطنهم التاريخى “إن موقف إدارة بايدن القوي بشأن محاسبة الصين على إرتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ضد الأويغور وغيرهم من السكان الأصليين فى تركستان الشرقية يمنحنا أملاً وثقة كبيرين “.
وأضاف عيسى “أننا نأمل فى أن يقدم الوزير بلينكن والمستشار سوليفان المطالب التالية من المسئولين الصينيين “.
وقال عيسى ” أولاً، يتعين على الصين الوقف الفورى وغير المشروط للمذابح والجرائم ضد الإنسانية الجارية فى تركستان الشرقية “، وأضاف أنه يتعين على الصين إغلاق معسكرات الإعتقال والإفراج عن جميع المعتقلين، بمن فيهم ما وصفه ب ” العمال العبيد ” الذين تم إرسالهم من تركستان الشرقية للعمل فى البر الرئيسى للصين.
وقال عيسى: إنه ينبغي على بلينكن أيضاً أن يصر على السماح للأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بالوصول دون قيود إلى تركستان الشرقية للتحقيق في الإنتهاكات التي وقعت بالفعل.
وصرح عيسى أيضاً “أخيراً، يتعين على الصين دفع تعويضات عن كل الألم والمعاناة التى سببتها للأويغور والشعوب الأصلية الإخرى لإرتكابها إبادة جماعية ضدهم “.
التدريب المهني
وقد أطلق المسؤولون الصينيون على معسكرات الإعتقال في تركستان الشرقية إسم “التدريب المهني”، لكن إذاعة آسيا الحرة RFA وغيرها من وسائل الإعلام تظهر أن المعتقلين محتجزون في الغالب ضد إرادتهم في ظروف صعبة وغير صحية، حيث يُجبرون على تحمل المعاملة اللاإنسانية والتلقين السياسي.
تحت تحقيق دولي متزايد، بدأت السلطات في المنطقة بإرسال محتجزين للعمل في المصانع كجزء من محاولة لتسمية المعسكرات بـ “المراكز المهنية”، رغم أن المحتجزين في المنشآت يكدحون بإنتظام في ظل ظروف عمل قسرية أو جبرية.
وفي كلمة ألقاها في جنيف، قال السفير البريطاني جوليان بريثويت إن المملكة المتحدة لا تزال قلقة للغاية من الإنتهاكات الواسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان في تركستان الشرقية، بما في ذلك تقارير موثوقة عن العمل القسري وتحديد النسل القسري.
وفي الوقت نفسه، دعت كوبا، التي تحدثت في جنيف دعماً للصين، الدول إلى التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين من خلال التلاعب بالقضايا المتعلقة ب تركستان الشرقية، والإمتناع عن توجيه إدعاءات لا أساس لها ضد الصين بدافع سياسي.
أكد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن نية إدارة بايدن الجديدة للإنضمام مرة أخرى إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بعد إنسحاب سلفه دونالد ترامب من الهيئة في عام 2018، ويرجع ذلك جزئياً لما تم وصفه أنه قواعد عضوية تسمح بإنتخاب أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في العالم على مقاعد في المجلس.
كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الخميس من بروكسل أن الإتحاد الأوروبي سيستهدف الصين بفرض عقوبات تشمل حظر سفر وتجميد ارصدة يستهدف أربعة أشخاص وكيان واحد بسبب طريقة معاملتهم للأويغور وغيرهم في تركستان الشرقية.
التقرير والترجمة من قبل إذاعة آسيا الحرة RFA. كتبه في اللغة الإنجليزية ريتشارد فيني.
ترجمة/ رضوى عادل
https://www.rfa.org/english/news/uyghur/condemns-03122021185043.html