اللجنة الأمريكية الدولية للحرية الدينية: حركة التصيين في تركستان الشرقية تهدد الهوية الدينية والثقافية للشعوب الأصلية فيها

اللجنة الأمريكية الدولية للحرية الدينية: حركة التصيين في تركستان الشرقية تهدد الهوية الدينية والثقافية للشعوب الأصلية فيها في الصورة: طفل صغير يجلس أمام أحد المساجد وعليه شعار “فلنحب الحزب، ولنحب الوطن”. 4 نوفمبر 2017، كاشغر.

أعده أركن، مراسل إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

أصدرت اللجنة الأمريكية الدولية للحرية الدينية تقريرا عن الحرية الدينية لعام 2024 في الأول من مايو، قائلة إن وضع الحرية الدينية في الصين ساء خلال العام الماضي، خاصة أن حركة “التصيين” في تركستان الشرقية تهدد الهوية الدينية والثقافية للسكان الأصليين في المنطقة.

وشدد التقرير على أنه يتعين على حكومة الولايات المتحدة إعادة إدراج الصين، التي “قامت بانتهاك الحرية الدينية بشكل دائم وممنهج وخطير”، في قائمة “الدول ذات الاهتمام الخاص” بالحرية الدينية؛ وينبغي لها أن تستمر في فرض الحظر على المسؤولين الصينيين المسؤولين عن انتهاك الحرية الدينية.
هذا هو التقرير الخامس والعشرون الذي تنشره اللجنة الدولية للحرية الدينية منذ أن أقر الكونجرس الأمريكي قانون الحرية الدينية العالمية في عام 1998. ويوصي التقرير الحكومة الأمريكية بإدراج الصين في قائمة الـ “دولة ذات اهتمام خاص” بالحرية الدينية التي تنتهك مبادئ الحرية الدينية لمدة 25 عامًا أيضًا.

ويحلل تقرير هذا العام حالة الحرية الدينية في 28 دولة خلال العام الماضي ويقدم بعض التوصيات الحاسمة لحكومة الولايات المتحدة والكونغرس. أجرينا مع نوري توركل، مفوض اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، مقابلة حصرية في الأول من مايو، وقال إن حملة التصيين التي تشنها بكين سببها خوفها من الأديان، وأنها تهدف إلى اقتلاع قيم الأويغور من جذورها.

ووفقا للتقرير، فإن حركة بكين “للتصيين” تطلب من الجماعات الدينية قبول العقيدة الدينية الماركسية للحزب الشيوعي، ومطابقة القواعد واللوائح الدينية معها، وهدم أو تغيير الأشكال المعمارية للكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية على أنها “رموز أجنبية”.
وقال التقرير: “في شينجيانغ (تركستان الشرقية) والتبت، وهما منطقتان للأقليات العرقية والدينية، تجبر حركة التصيين السكان المحليين على الاندماج في الأيدولوجية الحزب الشيوعي والثقافة الصينية وتهدد هويتهم الدينية والثقافية”.
ويأتي التقرير السنوي للجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية في أعقاب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن حقوق الإنسان والذي صدر الأسبوع الماضي. ويظهر التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية أن الصين تواصل ارتكاب “الإبادة الجماعية” و”الجرائم ضد الإنسانية” ضد الأويغور.

دعا روبرت مكاو  (Robert McCaw)، مدير الشؤون العامة بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وهو أحد أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، حكومة الولايات المتحدة إلى معاقبة المسؤولين الصينيين على الفور. وأبدى دعمه لحكومة الولايات المتحدة في معاقبة المسؤولين الصينيين المسؤولين عن التدمير الديني والإبادة الجماعية.
وفي مقابلة أجريت معه في الأول من مايو، قال روبرت مكاو:إن منظمته تؤيد “توصيات لجنة الحرية الدينية التابعة لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أو العقوبات الحالية ضد المسؤولين الصينيين المسؤولين عن الإبادة الجماعية والاختطاف والاغتصاب والعمل الجبري ضد الأويغور والشعوب التركية الأخرى في شينجيانغ وتدعم تنفيذ الإجراءات العقابية المستهدفة. وفي الوقت نفسه تدعو وزارة الخارجية ووزارة المالية إلى الاستمرار في تنفيذ الإجراءات العقابية. »
وأشار روبرت مكاو إلى أن إدارة بايدن يجب أن تكون أكثر نشاطًا في قبول اللاجئين الأويغور في الولايات المتحدة. وقال روبرت مكاو: “يدعو مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إدارة بايدن إلى القيام بعمل أكثر استباقية في معالجة وقبول مسلمي الأويغور والأقليات التركية الأخرى التي تواجه الإبادة الجماعية في الصين إلى الولايات المتحدة. ونحن نعتقد أن الحكومة بحاجة إلى تحويل أقوالها إلى أفعال في قبول هؤلاء اللاجئين بشكل فعال. »

وفي خطة اللاجئين الأمريكية لعام 2022 وخطة ميزانية 2023، أعلنت إدارة بايدن أنها ستزيد عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة من 60 ألفًا إلى 125 ألفًا في عام 2023. ووفقا لتقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، قبلت إدارة بايدن 62 ألف لاجئ فقط في عام 2023. في ذلك الوقت، حدد الرئيس بايدن الأويغور كإحدى الفئات الاجتماعية التي يجب مراعاتها مسبقًا عند قبول اللاجئين إلى الولايات المتحدة، ولكن يُعتقد أنه لا يوجد دليل ملموس على أن الحكومة الأمريكية قبلت لاجئي الأويغور في ذلك العام.

ومع ذلك، أكدت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية أنه هذا العام، استمرت القيود المفروضة على الأويغور من قبل الصينيين مثل الاعتقال والسجن والعمل القسري ومنع الصيام، وكان كبار قادة الحزب الشيوعي يتحدثون عن تكثيف القمع في شينجيانغ ومواصلة تحويلهم إلى الصينيين.
وبحسب التقرير، فإن “بعض الأشخاص أصيبوا بأمراض خطيرة بينما توفي آخرون في السجن أو بعد وقت قصير من إطلاق سراحهم. واستمرت الأعمال القسري للأويغور، بما في ذلك الموجودين في السجون. ومنع الأويغور من الصيام في رمضان، وتم اتخاذ تدابير مسبقة لمنعهم من الصيام، وتم تخصيص شينجيانغ كوجهة سياحية.

وقال نوري توركل، مفوض اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، إن القوانين المتعلقة بالأويغور في الولايات المتحدة لا يتم تطبيقها بشكل كامل، وإنهم، كوكالة حكومية، يوصون الحكومة بتطبيق هذه القوانين بشكل كامل.

قبل أن تصدر اللجنة الأمريكية الدولية للحرية الدينية تقريرها السنوي في الأول من مايو، شهدت ثيا لي (Thea Lee) ، نائبة مساعد وزير العمل الأمريكي، في الكونجرس الأمريكي أنه على الرغم من القانون الأمريكي، لا تزال الشركات الأمريكية تتعامل مع تركستان الشرقية. وأخبرت تيا لي أعضاء مجلس النواب الأمريكي أنه في الوضع الحالي، ليس من الممكن لمفتشي العمل إجراء تفتيش عمل محايد في تركستان الشرقية. وفي شهادتها أمام اللجنة التنفيذية للشؤون الصينية بمجلس النواب الأمريكي، قالت إن الطريق الوحيد الذي يمكن للشركات الأمريكية أن تتجنب التورط في العمل القسري هو “الخروج من شينجيانغ”.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
‏https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/uyghurda-xitaylashturush-05022024092754.html
في الترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.