العالم المسجون بالمؤبد إلهام توختي لا يعلم بوفاة والدته

في الصورة: لقطة لوالدة إلهام توختي وهي تبكي في منزلها في بكين بعد أن اعتقلت الشرطة الصينية نجلها. 16 يناير 2014.

من إعداد شهرت هوشور، مراسل إذاعة آسيا الحرة من واشنطن.

تلقت “مؤسسة أويغوريار” النرويجية، مؤخرًا، معلومات عن وفاة والدة البروفيسور إلهام توختي، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في تركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها “شينجيانغ”، منذ حوالي عامين. وجاء في الرسالة أنه لم يتمكن من رؤية وجه والدته المتوفاة، ولم يتم إبلاغه حتى بوفاتها.

وتبين أنه في يوم الاعتقال، كانت والدته نسيبة خان تقيم في منزل إلهام توختي في بكين، وعادت إلى بلدتها آرتوش بعد وقت قصير من اعتقال نجلها. نسيبة خان، التي شهدت تكبيل يد فلذة كبدها بأم عينيها، ازدادت حالتها سوءًا بعد تفاقم حالتها الصحية من ضغط الدم وأمراض القلب التي كانت تعانيها. وبحسب عبد الولي أيوب، رئيس “مؤسسة أويغوريار”، فإن الوالدة، التي لم تجف دموعها منذ 10 سنوات، توفيت عن عمر يناهز 76 عاما مطلع عام 2022، بعد أن ابيضت عيناها من الحزن بشكل كامل.

رفض موظف لجنة السكان في المجمع العائلي الذي تلقى مكالمتنا بشدة تقديم معلومات حول وفاتها. وقالت ضابطة أمن المنطقة، تم تشييع جنازة الوالدة نسيبة خان فقط بوجود أقاربها المقربين. وأصرت على أن تشييع الجنازة كان بسيطا وسلميا، وأكدت على عدم وجود مراقبة من الشرطة للعائلة المكلومة أو المستشفى أثناء الجنازة. كما أكدت أن إلهام توختي لم يسمح له بالمشاركة في الجنازة.

وأعرب السيد يولواس، وهو شرطي سابق يعيش حاليا في السويد، عن مشاعره إزاء عدم قدرة إلهام توختي على حضور جنازة والدته.

السيد يولواس الذي ينظر إلى المشكلة من وجهة نظر علم النفس، يرى أنه على الرغم من أن خبر الوفاة مرير، إلا أن رؤية وجه المتوفى والاستماع إلى وصيته وتذكر صفاته والدعاء له ستخفف الألم في قلب صاحب المصيبة. وبنفس الطريقة فإن دعاء الأشخاص الذين يأتون لواجب العزاء يشفي جراح قلب المصاب. سماع خبر الوفاة متأخراً أو في موقف مفاجئ يضيف الحزن والشعور بالذنب إلى الشعور بالفراق، مما يجعل آلام المصاب أضعافا مضاعفة.

لذا يتهم السيد يولواس السلطات الصينية بعدم إبلاغ إلهام توختي بوفاة والدته باعتباره “عملا غير إنساني” ويعتبره عقوبة مفرطة. وأشار السيد يولواس إلى أن الديمقراطيات لديها طريقة لإضفاء طابع إنساني على السجناء من خلال السماح لأفراد الأسرة المباشرين بزيارة عائلاتهم عند وفات أقربائهم، حيث تهدف قوانين السجون إلى تغيير سلوك السجناء. ولأن قوانين السجون في الدول الديكتاتورية والاستعمارية تهدف إلى تدمير السجين نفسياً وجسدياً، فإن مثل هذه الرحمة الإنسانية للسجناء ليست ضرورية، وهم يعتبرون هذه الفترة فرصة لمضاعفة عقابهم.

مصدر الخبر: إذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/ilham-toxti-anisi-nasipxan-qunaxun-09182024115437.html
قام بالترجمة من الأويغورية: عبد الملك عبد الأحد.