الأويغور بين النفي من بلادهم، وتهميش دولي وإهمال وقائي من الفيروس الصيني
Turkistantimes, 31.03.2020
في محاولة للتعامل مع وباء كورونا، تحث الحكومات مواطنيها على البقاء في منازلهم وممارسة البعد الاجتماعي. وفي بعض دول العالم تفرض حظر التجول وإغلاق لمدن ومناطق بأكملها. ويُطلب من الناس البقاء في منازلهم وتجنب كل اتصال اجتماعي، ان لم يكن ذلك ضروريًا للغاية. ويقتصر الخروج على شراء الحاجات الأساسية من المواد الغذائية وطلب المساعدة الطبية فقط للحد من انتشار الفيروس التاجي، ولكن الوضع في تركستان الشرقية يختلف حيث يتم ترك الشعب الأويغوري المسلم بدون حماية من الفيروس. ولا توجد رعاية طبية أو إجراءات للحماية.
في الواقع اتخذت الصين تدابير لتهديد حياة الأويغور، من خلال تنفيذ سياسة نفي شباب الأويغور إلى داخل الصين حيث لا يزال الفيروس منتشرًا هناك بشكل واسع. ويقوم الحزب الشيوعي الصيني باقتياد هؤلاء الشباب إلى الموت المحقق وذلك عن طريق إجبارهم على العمل في المرافق والمناطق الموبوءة. وقد أجبر الفيروس التاجي اللجنة الأولمبية الدولية الي تأجيل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بطوكيو 2020 حتى صيف 2021. وهناك ارتفاع مخيف في عدد الإصابات والوفيات في بلدان و مناطق مختلفة من العالم مع استمرار انتشار الفيروس، ولا يوجد علاج له في الأفق القريب، ويتم اتخاذ الاحتياطات لضمان احتواءه وخفض عدد المصابين.
ونظرًا لتكريم الصين باستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، فمن المهم تسليط الأضواء على قيم العمل في الألعاب الأولمبية، لأنها لا تتوافق مع المبادئ الحاكمة في الصين والتي تقوم على الشمولية والدكتاتورية وعدم الشفافية. وعندما قمت بتوجيه أسئلة عن سبب إقامة الأولمبياد في بلد لا يحترم القيم الأولمبية، (في رسالة بريد إلكتروني خاصة إلى فريق العلاقات الإعلامية باللجنة الأولمبية الدولية)، ذكرت اللجنة الأولمبية الدولية: أنه قد تم طرح هذه المشكلات مع الحكومة الصينية والسلطات المحلية وتلقينا تأكيدات على احترام مبادئ الميثاق الأولمبي في سياق الألعاب.
إن مجرد رد الحكومة الصينية لطمأنة اللجنة الأولمبية الدولية بأن مبادئ الميثاق الأولمبي سيتم احترامها ليس كافياً قطعا، وخاصة وأن الصين ليست أكثر شفافية من أفعالها، ولا سيما فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب ضد الأويغور وغيرهم من المسلمين الأتراك. هذا الموقف هو نفس موقف الشركات العالمية التي تعتمد على مجرد الردود النظرية للصين فيما يتعلق بعمليات التدقيق والعناية الواجبة المقدمة في مرافق العمل القسري. وهذا ما يشجع الصين على الإستمرار في جرائمها ضد الإنسانية.
قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، “إن تعزيز الشفافية والحكم الرشيد والمساءلة هي العناصر الرئيسية لجدول الأعمال الأولمبي لعام 2020. واستنادا إلى هذه المبادئ، تمضي اللجنة الأولمبية الدولية قدما من خلال إدراج أحكام في عقد المدينة المضيفة تهدف تحديدا إلى حماية حقوق الإنسان ومكافحة الفساد “.
سرد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جميع المبادئ والقيم التي تفشل الصين في التمسك بها أو حتى احترامها حيث لا توجد فيها شفافية أو مساءلة فيما يتعلق بالفيروس التاجي وبالتأكيد لا يوجد أي من هذه المبادئ فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ولا تُحاسب الصين على الجرائم التي ترتكب ضد الأويغور والمسلمين الأتراك الآخرين، وهي بالتأكيد فشلت في حماية حقوق الإنسان. وإذا مضت اللجنة الأولمبية الدولية في إسناد استضافة الألعاب الأولمبية إلى البلدان التي لا يتم فيها دعم هذه المبادئ الأساسية، فلن تكون الصين آخر دولة دكتاتورية تستضيف دورة الألعاب الأولمبية.
تصف روشان عباس المديرة التنفيذية لحركة الأويغور اختيار الصين كمضيفة للأولمبياد في ٢٠٢٢ في بكين بالإختيار غير الموفق الذي يدفع إلى التشكيك في قيم الديمقراطيات الغربية والعالم الإسلامي والضمير العام للبشرية جمعاء! تدعو حركة الأيغور ( CFU ) المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات قابلة للتنفيذ لمحاسبة الصين ليس فقط بالنسبة للجرائم ضد الأويغور ، ولكن أيضًا لافتقارها للشفافية فيما يتعلق بالفيروس التاجي كورونا.
لقد حان الوقت للصين لتحمل المسؤولية عن أفعالها وعدم مكافأتها باستضافة الألعاب الأولمبية في هذه الأوقات العصيبة. نناشدكم عدم نسيان الأويغور والكازاخستانيين وغيرهم ممن يعانون من أعمال الإبادة الجماعية التي تقوم بها الصين.