أرسنال يقتل أوزيل ببطء بسبب دفاعه عن قضايا المسلمين .. ما القصة؟
المصدر: تركستان تايمز
يواجه لاعب نادي أرسنال الألماني من أصول تركية مسعود أوزيل، مصيرا مأساويا مع ناديه، من التجاهل والإهمال المتعمد، بسبب دفاعه عن قضايا المسلمين وإبداء التعاطف معهم.
بدأت قصة الحرب بين أوزيل و”المدفعجية” في ديسمبر الماضي عندما نشر مسعود على حسابه بموقع تويتر عن دعمه للأويغور، وهي الحادثة التي قلبت حياة اللاعب رأساً على عقب بحسب صحيفة نيويورك تايمز .
وكان لاعب خط الوسط، وهو مسلم من أصول تركية، قد كتب تغريدة انتقد فيها تعامل الصين مع الأقليات المسلمة في الإقليم، الواقع غربي البلاد، وأيضا “عدم تحرك” الدول الإسلامية للدفاع عن هذه الأقلية المسلمة.
وفي أول رد فعل له بعد تغريدة أوزيل، سارع النادي الإنجليزي للنأي بنفسه عن لاعبه وكتب بيانا جاء فيه: “يجب على أرسنال أن يدلي ببيان واضح لأن المحتوى المنشور هو رأي أوزيل الشخصي، وكفريق كرة قدم، يلتزم أرسنال بعدم إشراك نفسه في السياسة”.
ويقول تقرير نيويورك تايمز إنه بعد أيام قليلة من التغريدة، ألغت قناتان صينيتان تبثان مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في الصين نقل مباراة لأرسنال، وعندما قررت القناة الثانية إعادة نقل مباريات الفريق، تجنب المعلقون ذكر اسم “أوزيل”.
وتمت إزالة صورته من ألعاب الفيديو في الصين، وبالبحث عن اسمه في محركات البحث على الإنترنت هناك، تظهر “رسالة خطأ”، ما يعني بحسب التقرير أنه “تم محوه” في الإنترنت الصيني.
وتشير الصحيفة إلى أن التغريدة سببت مشاكل كبيرة ليس فقط في أرسنال، ولكن أيضا في البريميرليغ لأن الصين “هي أكبر شريك للدوري الإنجليزي في حقوق نقل البث، وأكبر سوق خارجي لها، ولا تستطيع البريميرليغ تحمل خسارة هذا الشريك”.
أما رد فعل أرسنال على قرار أوزيل التحدث علانية عن هذه القضية،”فكان في العلن النأي بنفسه عن تعليقاته، أما في السر فكان معاقبته”.
ومع مرور الوقت، تعثرت العلاقة بين النادي واللاعب مع طلب ناديه من اللاعبين الموافقة على خفض رواتبهم لمواجهة تداعيات أزمة جائحة كورونا، وهو ما عارضه اللاعب الذي طلب من الإدارة تفسيرات حول كيفية إنفاق ما سيتم توفيره من أموال، وما إذا كان مالك النادي سيساهم أيضا.
ورفض اللاعب خفض راتبه و”كان يعلم الخطر الذي يحدق به، وهو نبذ النادي له، وإنهاء مسيرته الكروية فيه”، وهو ما حدث بالفعل فقد توقف النادي عن الاستعانة بخدماته في الملاعب.
الأزمة الأخرى التي سببت “توترا” بين اللاعب والنادي هو دخوله على خط قضية تميمة أرسنال الشهير “الديناصور الأخضر” الذي أعلن تكفله براتبه بعد أنباء عن إيقاف استخدامه في النادي.
ويختصر تقرير الصحيفة حالة “انعدام الثقة” بين أوزيل وأرسنال، بالجدل حول نشاطه السياسي ورفضه قبول خفض راتبه، والجدل حول تميمة الديناصور.
ورغم أن الدوري الإنجليزي، بحسب التقرير، يعبر عن رأيه في قضايا سياسية، وآخرها دعمه لتظاهرات “حياة السود مهمة”، إلا أن “خطأ أوزيل” يبدو أنه ليس الإدلاء ببيان سياسي بقدر “اختياره القضية الخطأ”.
وتقول الصحيفة إن النادي يعتبر أن “المشكلة التي سببها أوزيل تفوق موهبته”، لذلك قرر التخلص منه، وعرض عليه دفع باقي مدة عقده إلا أن الأخير يرفض الرحيل.. “ولأشهر، كان صانع الألعاب الذي فاز مع ألمانيا بكأس العالم متاحا للبيع بخصم كبير، ومع ذلك، لا أحد، في أوروبا، على استعداد لشرائه”.
مع إغلاق فترة الانتقالات حتى يناير المقبل، يجد اللاعب نفسه “في منفى.. لا يبدو أن لديه مخرجا منه”.. ويشير التقرير إلى أن “بداية النهاية” للاعب جاءت بتغريدة قادته بعد 10 أشهر إلى الوضع الذي هو عليه اليوم وهو “محوه فعليا”.
وكان مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا، أعلن مؤخرا أنه اتخذ قرار استبعاد أوزيل عن صفوف فريقه سواء في بطولة “البريميرليغ” أو بقية البطولات الأوروبية، لـ”أسباب فنية” وتذبذب مستوى اللاعب.
لكن اللاعب يرى أن السبب الحقيقي هو قضية الصين، مشيرا إلى أن النادي الإنجليزي يملك مصالح تجارية كبرى هناك ولا يريد أن يخسرها.